responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 191


بالعدول باللفظ والتركيب القرآني عن معناه الظاهري ، ومحاولة تأويله بألفاظٍ غريبةٍ عنه . ويمكن القول أنَّها حاولت محاولات بدائيةً غير منظّمةٍ وبدون خطّةٍ واضحةٍ للجمع بين الآيات التي تتحدّث عن موضوعٍ واحدٍ . . تأخذ ما يلائمها ، وتهجر ما يعارض أفكارها ، وتتناسى ما يُبطلُ معتقداتها ، وتعزفُ عمّا يستعصي على إفهامها . فهي من هذه الجهة لا تختلف بشيءٍ عن بقية المناهج التي تحاول قيادة القرآن إلى مراميها وجرَّه ورائها .
الثاني : إنّها تميّزت عن بقية المناهج في شدّة الاقتراب من النصّ القرآني ومحاولة الولوج في بواطنه . فكان مثلها كمثل رجلٍ أعورٍ أراد أن يرى رأس الإبرة فما زال يقرّبها من عينه الصحيحة حتى فقأها .
الثالث : إنَّها وَلَعت بفكرةٍ عجيبةٍ كان الأنبياء والرسل والأولياء عليهم السلام جميعاً قد نهوا عنها ، وشدّدوا النكير على من حاولها ، ألا وهي ( معرفة الله ) كذاتٍ أو موضوعٍ ! . فجمعوا بذلك على أنفسهم مصيبتين : مصيبة الموضوع ومصيبة المنهج . وقد أعرض هؤلاء القوم بالمرَّة عن النصائح التي أسديت لهم بضرورة تجنّب ذلك كقول الولي ( ع ) : ( لا تُفكِّروا بالله وفكِّروا بخلقِ الله فإنَّ التفكّرَ في الله لا يزيد صاحبه إلاَّ تحيراً ) .
لقد تمكّن المنهج اللفظي من خلال متابعته لبعض الآيات القرآنية في هذه المسألة من وضع الخطوط العريضة لها ، وتكوين فكرة صحيحة عن ( معرفة الله ) ، وعن المقاصد الكامنة وراء الدعوة إلى معرفة الله في النصوص المأثورة . وجوهر هذه الفكرة يكمن في حقيقةٍ مجهولةٍ من قبل الأكثرية ، وهي أنَّ كلَّ شيءٍ في هذا الوجود يمكن أن يُعرف كموضوعٍ في ( عالم الإمكان ) إلاَّ خالق هذا الوجود . فلو كان الخالق يُعرَفُ بنفس الطريقة التي يُعرَفُ بها المخلوق لَمَا كان هناك فرقٌ بين الخالق والمخلوق والربِّ والمربوبِ .
وإذن فالمقصود من عبارة ( معرفة الله ) في النصوص المأثورة هو معرفة هذه الحقيقة ، لأنَّها حقيقةٌ من شعِرَ بها شعِرَ بالتوحيد . ومن هنا يظهر الفارق بين مَن جهِلَ الخالقُ وبين من عرفه حقَّ معرفتهِ .
والذي يريد أن يعرفه حقَّ معرفته كذاتٍ أو موضوعٍ ، فهذا هو الذي جهِلَهُ .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست