responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 190


ومن الواضح أنَّ التخبّط الناتج من ذلك سيكون أعظم من تخبّط النحويين والبلاغيين في الحذف والتقدير ، وأسوأ من فعل المفسِّرين المحقّقين في وضع المرادف القريب في المعنى لمفردات القرآن الكريم .
وأنت تعلم من خلال فلسفة المنهج اللفظي ومن خلال علم النفس أنَّ الباحث إذا لم يحدِّدهُ منهجٌ معيَّنٌ ونظامٌ صارمٌ وارتاحت نفسه لبعض التأويلات والمرموزات ، فإنَّه سيغرقُ في هذا في هذا الاتجاه ، وسيحاول إيجاد رموزٍ أكثر إيغالاً لنصوصٍ قرآنيةٍ أشدُّ تعقيداً وأكثر إشكالاً ، ويسمح لنفسه بفعل ذلك من خلال إسقاط آراءه وأهوائه على النصّ القرآني ما دام الطريقُ مفتوحاً والمنهجيةُ معدومةً ، وهو لا محالة واقعٌ في ظلمات بحرٍ لجيٍّ يهوي به إلى القاع مهما أوتيَّ من قوّة نظرٍ وشدّةِ حذرٍ .
وسببُ ذلك بسيطٌ جداً وواضحٌ من خلال القرآن نفسه كما أوضحناه في مقدّمة هذا الكتاب ، وخلاصته أنَّ المرء إذا سمح لنفسه مرّةً أن يجعل القرآن تابعاً له ، فإنَّه يدفعه إلى الضلال والى الهاوية . فالقرآنُ كائنٌ حيويٌّ يأبى أن يكون مأموماً ولا يرضى إلاَّ أن يكون إماماً .
وهذا قانونٌ صارمٌ سَنَّهُ القرآن الكريم في آياتٍ عديدةٍ ولخّصهُ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلّم بكلمةٍ جامعةٍ هي : ( . . فَمَنْ جَعَلَهُ إمَامَاً قَادَهُ إلى الجَنَّة ، وَمَن جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إلى النَار ) .
إنَّ استكبار هذه الفئات على القرآن واضحٌ جداً من خلال قراءةٍ متأنيةٍ لمقولاتها وأساليبها في الكتابة وفي التفسير .
ومن خلال موارد الشبه بينها والتي سنورد بعضها فيما يلي في نقاطٍ مركّزةٍ ، فإننا نأمل في أن تكون مفتاح بابٍ جديدٍ لدراسة هذه الاتّجاهات مجدّداً دراسةً نقديةً صحيحةً ، والكفّ عن التفاخر بتراثٍ مليءٍ بالتناقضات .
وهذه جملةٌ من أوجه التشابه بين هذه المناهج :
الأول : إنَّ هذه الاتجاهات شعرت بوجود العلوم المنوّه عنها في القرآن الكريم بجملةٍ من النصوص المأثورة ، وتأكّدت من تضمُّن القرآن الكريم للحقائق الكونية والتشريعية ، فحاولت الاستفادة من النصوص القرآنية في ترسيخ قواعدها الفكرية

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست