responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 187


التعريف مع مقولة الولي الآنفة ، فإنَّ مجموع البؤر لجميع النصوص ما هي إلاَّ مرآةٌ لها بؤرةٌ نقطويةٌ واحدةٌ .
وقد يبدو لك هذا الكلام غريباً ، لكنَّه في الواقع ليس مجرّد فرضٍ أو تفسيرٍ عشوائيٍّ للنصّ القرآني ، ذلك أنَّ نظرية هذا المنهج وتطبيقاته العملية قد أثبتت هذا التصوّر تجريبياً وعملياً ، حيث وجد المنهج اللفظي أنَّ النصّ الواحد رغم قصره يعمل كبؤرةٍ نقطويةٍ لنورٍ يشعُّ في جميع الاتجاهات ، ويكشف عن حقائق أبعد بطريقةٍ غريبةٍ يبدو النصّ من خلالها وكأنَّه يريد أن يكشفَ نفسه من خلالها .
وعلى هذا الأساس فإذا أُريدَ تحديد النقطة وكشفها ، فلا بدَّ من المرور على الأشعة كلّها والدوران حول النقطة لتحديد شيءٍ ما عن بُعدها وخصائصها . وبالتالي فإنَّ الكشف عن مدلولات النصّ المتنوعة يجب أن تكون في آنٍ واحدٍ وبمنهجٍ واحدٍ . وهذه النتيجة الهامّة تمثّلُ جوهر العمل بهذا المنهج الذي أسميناه بالمنهج اللفظي .
نعم . . هناك منهجٌ ظهر أخيراً سُمِّيَ بالمنهج الموضوعي ووصفوه بأنَّه أفضل مقترحٍ تاريخيٍّ لتفسير القرآن الكريم وخلاصته أن يقوم مجموعةٌ من ذوي الاختصاصات المختلفة في فروع المعرفة ويبحثوا في الآيات التي تتحدّث عن موضوعهم الخاص .
فأهل الفلك يدرسون آيات الفلك ، وأهل الأحياء يدرسون آيات الكائنات من الأحياء . . وهكذا .
إنَّ المنهج اللفظي يعتبر المنهج المذكور ليس إلاَّ واحداً من بقية المناهج ، لا يختلف عنها بكونه مقترح تاريخي متميّز ، بل بكونه أسوأ مقترحٍ تفتَّقت عنه أذهان الأمة منذ عصر نزول القرآن .
ذلك لأنَّ المنهج الواحد اللغوي أو الفقهي أو التاريخي الذي يدرس القرآن كلّه بمنهجيةٍ واحدةٍ يقع دوماً في تناقضاتٍ مع بقية المناهج ومع نفسه . وقد تأمل منه رغم ذلك أن يقع على النظام القرآني ولو مصادفةً لأنَّه بمنهجيةٍ محدّدةٍ وإن كانت خاطئةً .
أمَّا المنهج الموضوعي فإنَّه تجزئةٌ أكبرُ وأعظمُ للقرآن . ومن المتوقّع أن يُضاعِفَ عدد التناقضات في موضوعه وبقية الموضوعات ، ولا يُحتمل منه الوقوع

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست