responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 177


القواعد الموضوعة فهي كالآية السابقة تفيد التبعيض ، ولا يقدر أن يقول حتى تلك المفردة التي ابتدعها ( للتبيين ) ، لأنَّ صدر الآية مختلفٌ عن مثيله في الآية السابقة ولا يأذن له بذلك . وعندما حشرها في النوع الثالث فقد نوَّه لنا أن نفهم أنَّ المقول فيهم كلّهم كفّار وكفى .
انظر الآن الآية كاملةً * ( لَقَد كَفَرَ الَّذين قَلوا أنَّ اللهَ ثالثُ ثلاثة * وَمَا مِن إلهِ إلاَّ اللهَ وإنْ لَمْ يَنتَهوا عمَّا يقولون لَيَمَسَّنَّ الَّذين كَفَروا مِنهُم عَذَابٌ أليم ) * ( المائدة 73 ) إنَّ ابن هشام يزعم أنَّهم كلّهم كفّار ، فاسأله إذن لماذا لم يقل ( وإن لم ينتهوا عمَّا يقولون ليمسَّنهم عذاب أليم ) ؟ أيحسب أنَّ مركّباً كاملاً وهو ( الذين كفروا منهم ) قد جاء اعتباطاً أو حُشِرَ هنا حشراً ولا يؤدّي إلى معنى ؟ .
إنَّه قطعاً لم يفكّر بالآية نفسها بقدر ما كان يفكّر بمجرّد إتيان شواهد ! !
ولم يسأل الأسئلة الآتية :
لماذا قال ( الذين قالوا ) بالماضي ، وإن لم ينتهوا ( عمّا يقولون ) بالمضارع ولم يجعلهما كلاهما بالماضي أو كلاهما بالمضارع ؟
لماذا جاء بالتعقيب ( وما من إلهٍ إلاَّ إله واحد ) ؟
لو فرضنا أنَّ الجميع انتهوا عمّا يقولون فهل يعني أنَّهم جميعاً سيخرجون من الكفر ؟ . . والجواب بالطبع كلاّ لأنَّ سكوتهم قد يخالف نواياهم .
لو فرضنا أن الجميع لم ينتهوا عمّا يقولون فهل يبقون جميعاً على الكفر ؟ والجواب بالطبع . . كلاّ ، إذ ربَّ مؤمنٍ كمؤمن آل فرعون ( يكتم إيمانه ) فيقول ما قالوا ، ويخالفهم في نيَّته . إذن فمجيء عبارة كاملة ( الذين كفروا منهم ) هي لإفادة هذه الأشياء الدقيقة واللطيفة والتي لا يحسب لها النحويون أي حسابٍ يذكر . ولو نظرت في عقائد النصارى لوجدتَ أنَّ هذا القول ( الله ثالث ثلاثة ) له ثلاثة عشر مفهوماً مختلفاً بحسب طوائفهم . وأخَذَ هذا القول معانيَ مختلفةً للطائفة الواحدة أيضاً خلال حقب التاريخ . والله سبحانه وتعالى يعلم أنَّ كثيراً من تلك المفاهيم لا تعني تعدّداً للإله الواحد ، ولكنها تُلبسُ الأمر وتجعل فكرة التوحيد مضطربةً وجميع النصارى ( يثلِّثون ) . ومع ذلك استثنى طوائف منهم وامتدحهم كما هو معلومٌ من آيات القرآن العديدة في ذلك المعنى . وقوله تعالى قريبٌ جداً في

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست