responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 176


كلاَّ . . إنَّ ما تفهمه ويفهمه كلُّ إنسانٍ هو أنَّ الله تعالى وعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات من مجموعةٍ كان يتحدّث عنها أنَّ لهم مغفرة . فهؤلاء جزءٌ من المجموعة . لكن ابن هشام يزعم أنها ( للتبيين ) . ولا عنوان كهذا في الوجوه الخمسة عشر المزبورة في قواعده ، إذ العنوان هو ( بيان الجنس ) فحشر هنا جملةً ملتويةً هي قوله ( أي الذين آمنوا هؤلاء ) . فما معنى عبارته هذه ؟ . ( مغني اللبيب / 1 / 319 ) .
معناها أنَّ ( منهم ) زائدة !
وعليك أن تفهم أنَّها زائدة ولو نزل بها جبرائيل ( ع ) !
مستخدماً ( أي ابن هشام ) أسلوباً إرهابياً قبل تلك العبارة مفاده إنَّك إذا لم تفهم الأمر كما نريد فإنّا نعدُّكَ زنديقاً .
لماذا فعل ذلك ؟
لأنَّك إذا لم تجعلها زائدةً أو تحت العنوان الذي ابتدعه هو وحشره في أحد الوجوه ، صار المعنى إنَّ الله لا يغفر إلاَّ للذين آمنوا وعملوا الصالحات من مجموعة الذين أعلنوا إسلامهم ، وهو أمرٌ سيزعج الكثيرين من أمثال ابن هشام ، فساق التهديد قبيل ذلك بقوله :
( وفي كتاب المصاحف لابن الأنباري أنَّ الزنادقة تمسّك بقوله تعالى " وعد الله . . الآية " في الطعن على بعض الصحابة ، والحق إنَّ " من " فيها للتبيين لا للتبعيض ) وإذن فأنت الآن بإزاء ( نحوٍ سياسيٍّ ) فاختر لنفسك أيُّها القارئ .
لقد نسي ابن الأنباري وابن هشام أنَّ القرآن كلّه مشحونٌ بمثل ذلك ، وتخصيص كتاب كاملٍ للحروف لن ينفعهما شيئاً بعد قوله تعالى :
* ( للهِ مَا في السَّمَوات وَمَا في الأرضِ وإنْ تُبدوا مَا في أنفُسِكُم أو تُخفُوهُ يَعلَمُهُ اللهُ فَيَغفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيعَّذِبُ مَن يشاء ) * ( البقرة 284 ) فإنَّ الله هو الذي يعذّب من يشاء ويغفر لمن يشاء وليست المغفرة بقانونٍ يضعه ابن هشام أو غيره .
الآية الثانية : قوله تعالى :
* ( وإنْ لَمْ يَنتَهوا عمَّا يقولون لَيَمَسَّنَّ الَّذين كَفَروا مِنهُم عَذَابٌ أليم ) * ( المائدة 73 ) زعم ابن هشام أنَّ ( المقول فيهم ذلك كلهم كفّار ) المغني / 1 / 319 . واكتفى بهذه العبارة من غير أن يوضّح في أي وجهٍ نضع ( من ) في هذه الآية . وبناءً على

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست