يوافق " على " ليس بالمعنى القريب ، بل في " الاستعلاء الحقيقي " حسب تفسيره . ( المغني 212 / ج 1 ) .
وهكذا أصبحت ( اللام ) تحلُّ محلَّ ( على ) أو ( على ) تحلّ محلّ ( اللام ) في تراكيب قرآنية أخرى مثل قوله تعالى :
* ( يَخِرُّونَ للأذقَانِ سُجَّداً ) * ( الإسراء 107 ) أي على الأذقان . ومثل قوله تعالى :
* ( وَتلّه للجبين ) * ( الصافات 103 ) أي على الجبين .
وأنتَ ترى أنَّها جميعاً أجزاءً لا تنفصلُ من جسم الإنسان . فلا ندري كيف يخرُّ المرء ( على ذقنه ) ولا كيف ( يُتلُّ على جبينه ) ؟
وإذا كان النحويون يقدرون على تخيّل ذقن المرء ساقطاً على الأرض بعيداً عنه . . فنحن لا نقدر على تخيّل ذلك ! ! .
وإذ هم يتذكّرون أبيات الشعر للاستشهاد بها فإنّ أحداً منهم لم يتذكّر التطابق في هذا الاستخدام للام مع الحديث النبوي ، كقوله ( ص ) : ( ما رآك الشيطان إلاَّ خرَّ لوجهِهِ ) . وكقول أحد الصحابة إذ ضربه الخليفة : ( فخررت لأستي ) . . وهي استعمالاتٌ صحيحةٌ لحرف اللام بلا تقديرٍ من أحدٍ أنَّها بمعنى ( على ) .
القاعدة الرابعة عشرة قاعدة مجيء ( اللام ) بمعنى ( إلى ) الشاهد القرآني : قوله تعالى :
* ( كُلٌّ يَجري لأَجَلٍ مُسَمّى ) * ( الرعد 2 ) والتقدير : ( كلٌّ يجري إلى أجل مسمى ) .
وإذا كان النحويون لم ينتبهوا في الأمثلة المّارة عليك فقدَّروا لحرف اللام ألفاظاً أخرى . . فكيف يمكن أن ينتبهوا للفرق بين استعمال اللام واستعمال ( إلى ) ؟ . وهو فرقٌ يحكمه قانون صارمٌ يتعذّر كشفه بغير هذا المنهج .
ذلك أنَّ القرآن استعمل اللفظين في تراكيب متشابهة مثل :
* ( كُلٌّ يَجري إلى أَجَلٍ مُسَمّى ) * ( لقمان 29 ) * ( لولا أخَّرتَني إلى أَجَلٍ قَريب ) * ( المنافقون 10 ) فلماذا استعمل ( اللام ) في الآية الأولى و ( إلى ) في الثانية والثالثة ؟
إنَّ هذا اللفظ ( إلى ) يُستَعمل لتحديد الحركة ضمن ( قطعةٍ ) من ظرف الزمان أو ظرف المكان . والقطعة لا تكون إلاَّ بين نقطتين . فإذا كانتا كلاهما من جنسٍ واحدٍ زماناً أو