الأولى : إنَّ القارئ يظنُّ وجرياً على الموروث الخاطئ أنَّ ( الذين كفروا ) هم مجموعةٌ منفصلةٌ عن المؤمنين جغرافياً . والمنهج سيبيّن بالتدريج في تطبيقاته اللاحقة أنَّ ذلك هو من الأخطاء الشائعة ، كما أنَّه سيوضّح واحدةً من أخطر المواضيع العقائدية المندرسة ، بل أخطرها جميعاً وهي قضيّة ( الكفر والإيمان ) . فيأتي بمفاهيم دقيقةٍ وصحيحةٍ عن ذلك ، ويبيّن بجلاءٍ الفرق بين الشرك والكفر الذي يعدُّ في كتب التفسير شيئاً واحداً ، وهو خلطٌ يعدّه المنهج جريمةً بحقِّ التشريع الإلهي .
الثانية : إنَّ أساليب الحرب النفسية بين هاتين المجموعتين بجميع صورها مذكورةٌ في القرآن ، يتوضّح بعضها تلقائياً من خلال الفرز اللفظي لكلٍّ منهما ومن خلال معرفة حقيقة كلّ فئةٍ .
القاعدة الحادية عشرة قاعدة مجيء اللام المفردة بمعنى ( بَعْدَ ) الشاهد القرآني :
* ( أَقِمْ الصَّلاةَ لِدلوكِ الشّمسِ إلى غَسَقِ الليلِ ) * ( الإسراء 78 ) والتقدير : ( أقم الصلاة بعد دلوك الشمس . . ) ( المغني / 1 / 213 ) .
لقد كانت عند النحويين ( لامات ) أخرى بمعنى ( مع ) وبمعنى ( عند ) كما سيأتيك . فلماذا قالوا هنا أنَّها بمعنى ( بعد ) وليست بمعنى ( مع دلوك الشمس ) أو ( عند دلوك الشمس ) ؟ أمْ أنّ الذي يصلّي عند دلوكها أو بعد دلوكها أو معه سواء عندهم ؟ .
أكرِمْ بهم إذن من أمناء على الشريعة ومعرفة مواقيت الصلاة !
بل وعندهم ( لاماً ) أخرى بمعنى ( مِن ) فلِمَ لا تكون ( أقم الصلاة مِنْ دلوك الشمس ) وهي أولى من غيرها لأنَّ أفضل أوقات الصلاة هو أوّل وقتها ؟
إنَّ الذي يدرس النحو على ضوء القرآن يصلُ إلى حقيقةٍ شاخصةٍ لا شكَّ فيها هي أنَّ النحويين كانوا يرغبون بتكثير ( اللامات ) لا بشرح اللام المفردة .
لنعُدْ إلى الآية ونحاول معرفة حقيقة مجيء اللام هنا بهذا المثال : فلو قال زيدٌ