responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 15


بل يمكن الجزم بأنه لن يخطأ قط ما دام مسلِّماً قِيادهُ للقرآن ، حيث أن النظام القرآني يعصمه عن الخطأ فيما يمكنه اكتشافه من خلاله ، بينما يقوم النظام نفسه بإيقاع الأول في الخطأ والتناقض .
وخلاصة هذا المبدأ هي في : أن أمرَ البحث في القرآن باعتباره نظاماً محكماً منوطٌ بقلب الباحث علاوةً على عقله . فمعارفُهُ محفوظةٌ ومحروسةٌ ذاتياً من داخله ولا يحصل عليها إلاّ من سَلِمتْ سريرتهُ وصَفا قلبُهُ وكتمَ علمُهُ عن غير مستحقّهِ . ويدلّ على المسألتين ( أي النظام المُحكمُ يعملُ هادياً ومضلاًّ في آن واحدٍ ) قوله تعالى :
* ( أأعجميٌّ وعربيٌّ قلْ هوَ للذين آمنوا هُدىً وشِفاءٌ والذين لا يؤمنون في آذانهم وَقرٌ وهو عليهمُ عَمى ) * ( فصّلت 44 ) وكما ترى أيّها القارئ الكريم فإن هذا المبدأ قد أعطاك تفسيراً جديداً للهدى والضلال وعلاقتهما بالقرآن ، وكذلك أعطاك تفسيراً جديداً للحفظ كما في قوله تعالى :
* ( بلْ هوَ قرآنٌ مجيد * في لوحٍ محفوظٍ ) * ( البروج 21 ) .
وكذلك تفسيراً آخرَ للنص النبوي ( من اجتهدَ فأخطأ فلَهُ حسنةٌ ومن اجتهدَ فأصاب فلهُ حسنتان ) ، إذ ليس المقصود بالمخطئ هنا إلاّ ذلك المخطئ خلال البحث خطئاً مؤقتاً سيتراجع عنه بعد قليلٍ متتبعاً للنظام القرآني وسائراً على خطواته غير معلنٍ عن شيءٍ من النتائج التي يشكّ بها لأحدٍ من الناس .
ج . حُكمُهُ على العلم إنّ جميع العلوم التي تؤخذ من خارج الوحي هي علومٌ استقرائيةٌ وتجريبيةٌ لا تصِلُ إلى حدِّ اليقين ، لأنها علومٌ تكشف عن الظواهر الطبيعية وعلاقاتها الظاهرية . أمّا القرآن فهو علمٌ كلّيٌّ شاملٌ ويقينيٌّ ، فهو حاكمٌ على العلوم غيرُ محكومٍ بها .
وهو شاملٌ من ثلاثةٍ أنحاءٍ أساسيةٍ : شاملٌ أولاً للظواهر كلّها في آنٍ واحدٍ في كلّ تركيبٍ وكلّ آيةٍ على انفرادٍ ، وذلك لأنّ الآية الواحدة داخلةٌ كجزءٍ من نظامه الكلّي في الإشارة إلى جميع الظواهر والحقائق من خلال التشابك اللفظي والاقتران المستمر إلى ما لا نهاية له من الاحتمالات كما سيتوضح لك مستقبلاً . وشامل ثانياً للمكان من حيث أنّه يعبّرُ عن حقيقة أي شيء في أي موضعٍ من الكون . وشامل

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست