responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 149


وإيقاف نشاطه عن الاتجاهات الأخرى ، وتحويل حركة المجتمع الديني القرآني من الصراع ضدّ أعداء الدين إلى الصراع حول القرآن نفسه .
إنّ نسفَ هذا البناء من أصلهِ وبترِ هذه الشجرةِ الملعونةِ من فوقَ الأرض هو أفضلُ بكثيرٍ وأعظمُ تأثيراً وأسرع بتنبيهِ الأمّةِ من عقد المؤتمرات اللغوية والأدبية والعلمية والسياسية ، وتأسيس الأحزاب لقيادة الأمة على الشعارات التي لم تنتج أيّة ثمرةٍ مع تأصّل هذا الداء الفكري والثقافي الذي يعشعش في أطهر البقاع لمراكز البحث الإسلامي .
إنَّ في المثال السابق ضربتان وُجِّهَتا للقرآن هما :
الأولى : تغيير اللفظ ( إنْ ) الشرطية إلى ( إذا ) . وهذا يترتّبُ عليه تغيير المعنى مع إلحاق مركّب ( الذين آمنوا ) واعتباره مساوياً للفظ ( المؤمنين ) .
الثانية : إجراء تلك القاعدة على ( خمس آياتٍ ) أو أكثر .
وإذا كانت البصرة قد أجابت على القاعدة فإنّها لا تدافع عن القرآن بقدر دفاعها عن فكرة ( في خلافِ الكوفةِ بركةٌ ) . ولذلك فلا شأن لها بالضربات الموجّهة للقرآن ، معترفةً في نفس الوقت أنَّ ( إنْ ) الشرطية تُفيد الشك ولكنَّ العرب يستعملونها جرياً على عادتهم في ما لا شكَّ فيه ، والذين آمنوا لا شكَّ في إيمانهم فخاطبهم الله تعالى على عادة خطابات العرب ! ! .
وهكذا أعادت البصرة الكرة إلى ملعب الكوفة موجّهةً ضربتين أخريين إلى القرآن لا إلى الكوفة :
الأولى : تأكيد مدرسةٍ ثانيةٍ على ( بدعة ) الكوفة رغم الخصام النحوي بينهما ممَّا يعزّز النظرية القائلة بهذه البدعة ، والمسندة بأحاديث نبوية ساهم في وضعها أسلافهم ، منها : قول الواضع على لسان النبي ( ص ) : ( عزيزٌ عليمٌ ، عليٌّ عظيمٌ ، سواءُ ما لم تجعلوا آية عذابٍ رحمةً أو آية رحمةٍ عذاباً ) .
وهي نصوصٌ لا شكَّ في أنَّها خرجت من جماعاتٍ لها اطلاعٌ واسعٌ ، بل ويقينيٌّ عن صرامة النظام القرآني ، وذلك في محاولاتٍ منها لوضع تأسيسٍ شرعيٍّ لهدم هذا النظام .
الثانية : هي قولهم أنَّه جرى في خطاباته على عادة العرب ، وما هذا القول إلاَ للتأكيد على تساوي

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست