responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 148


القاعدة الثالثة قاعدة مجيء ( إنْ ) الشرطية بمعنى ( إذا ) قال الأنباري : ذهب الكوفيون إلى أنّها تقع بمعنى " إذا " ، وذهب البصريون إلى أنّها لا تقع بمعنى " إذا " . فأمّا الكوفيون فاحتجّوا بأن قالوا : لأنَّ " إن " الشرطية تفيد الشكّ بخلاف " إذا " فهي في قوله تعالى :
* ( إنْ تُطيعوا الّذينَ كَفَروا ) * ( آل عمران 149 ) أي إذا كنتم مؤمنين ، لأنّه لا شكّ في كونهم مؤمنين ، ولهذا خاطبهم في صدر الآية بالإيمان فقال : " يا أيها الذين آمنوا " وعليه شواهد أخرى كلّها قرآنية . ) انتهى . . ( ونقلناه بتصرّف - الأنباري / الإنصاف / م 88 / 632 ) .
لاحظ أخي القارئ العلاقة بين تصّورهم للمعاني ووضع القاعدة . فقد قال ( أنّه لا شكَّ في كونهم مؤمنين لأنّه قال " يا أيها الذين آمنوا " ) . وهذا الأمر مغروسٌ في أذهان كلّ الأمّة الآن علمائها وعامّتها سواءً .
وقد أوضحنا لك في الفصول الأولى عن النظام القرآني إنّ ( الذين آمنوا ) هو خطابٌ لكلِّ من أسلمَ وفيهم خونةٌ ودجّالون كثيرون وعصاةٌ لله ورسوله ومتآمرون . قال تعالى :
* ( يا أيُّها الّذينَ آمَنوا إذا تَنَاجَيتُم فَلا تَتَنَاجَوا بالإثمِ والعُدوان . . ) * ( المجادلة 9 ) * ( يَا أيُّها الّذينَ آمَنوا لا تَخونوا اللهَ والرسولَ ) * ( الأنفال 27 ) فعلى هذه القاعدة : لا شكّ في إيمانهم ولا شكَّ في خيانتهم أم لا شكَّ في إيمانهم والشكّ في كلام الله ؟ لا ندري ! !
فلا يمكن معرفة حقيقة الخطابات القرآنية إلاَّ بسلوك هذا المنهج اللفظي . ومركّب ( الفرز ) الذي أشرنا إليه غائبٌ في الآيتين السابقتين كما تعلم ، فهذه المجموعة هي المجموعة الكاملة التي في بعض أفرادها من يُشكُّ في إيمانه .
على أنَّ الصراعَ المذهبيَّ قد أخذَ حصّته هو الآخر في تقويض القواعد النحوية لخدمة هذا الصراع . وأنت تعلم أنّ هذه الأمّة كانت جاهلةٌ بأيّة قواعد موضوعة للحياة العامة على بساطتها فضلاً عن أن تفكّر بوضع قواعد للغة .
إنَّ وضعَ القواعدَ كان من أهدافه تحجيم دور القرآن الكريم في الكشف عن حقيقة الفئات المتآمرة ،

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست