responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 134


ومنظرهم فقط هو منظر السكارى . وكونهم غيرُ سكارى إنَّمَا هو بسبب الفزع من الزلزلة وشدّة العذاب : * ( وَمَا هُم بسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذابُ اللهِ شَديد ) * .
لقد ارتبط ذهن المفسّر بالمعنى الاصطلاحي للسكران ، إذ حَسِبَهُ شاربَ الخمر ، بينما السكران لغةً هو فاقد الوعي والسيطرة مهما كان السبب . وبسبب هذا الارتباط جاء بعبارة وما هم بسكارى من شرب الخمور مع أنَّه لا ذكر لها في الآية . والمفسّر مخطئ في هذا التصّور ، لأنَّ السكران هو حالة لفقد الوعي والسيطرة لا تخص شارب الخمر ، وإنَّما كثُرَ استعمالها معه ، والقرآن بعيدٌ عن الاصطلاحات .
وكان عليهم الانتباه إلى قوله تعالى :
* ( لا تَقرَبوا الصَّلاةَ وَأَنتُم سُكارى ) * ( النساء 43 ) حيث قال أهل الذكر ( ع ) : ( هو من غلَبَ عليه النومُ وأمثاله لأَنَّه لا يدري ما يقول ) . ولو كان المعنى شاربَ الخمر لكان يجوز ترك الصلاة لأجل شرب الخمر - أو هكذا يُفهم من الآية . وشاربُ الخمر غير داخلٍ في مضمون الآية لوجود الضمير ( أنتم ) الذي يعني الحالة التي أنتم عليها - كما لو كانت هذه الحالة قسراً - ، بينما يكون شارب الخمر سكراناً بإرادته ، فهو أصلاً غير داخلٍ في الخطاب .
الآية الثامنة : قوله تعالى :
* ( يَا أيُّهَا النَاسُ إنْ كُنتُم في رَيبٍ من البعثِ فإنَّا خَلَقنَاكُم مِن تُرَابٍ ) * ( الحج 5 ) قالوا : ( البعث هو النشور . وإن كنتم في ريبٍ أي في شكٍّ . خلقناكم من ترابٍ أي خلقنا آدم لأَنَّه أصلُكم وأنتم ذرّيته ) - أغلب التفاسير .
المنهج : لقد فسّروا البعث بالنشور ، وعند ورود النشور فيُفسّر بالبعث . غير أنَّ البعث والنشور مختلفان ، يعلم اختلافهما ملقّنو الموتى ولولا ذلك لما خاطبوهم : ( وإنَّ البعث حقٌّ والنشور حقٌّ . . . الخ ) . ويأتيك بيان الاختلاف في بحث المهدويّة .
وفسّروا الريب بالشكّ وهما مختلفان أيضاً . إذ هناك مواضع للشكّ الحسن يسوء فيها الريب .
وقالوا في ( خلقناكم ) : خلقنا آدم مع غياب ذكره . في حين أنَّ الخطاب للناس جميعاً ( يا أيها الناس ) ، والخطاب في الخلق للمجموع أيضاً ( خلقناكم من تراب ) ، لأنَّ خلق كلّ واحد من ترابٍ هو حقيقة . فهذا

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست