responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 13


ليبرهن أن المقصود ب‌ ( كلَّ شيء ) فيها هو ( كلّ شيءٍ ) فعلاً ، وليس كما قال المفسّرون من أنه ( الأمرُ المُشكلُ ) من أمور الدين .
وأمّا كونه مبيِّنٌ لذاته فيعتمد على ثلاثة أسسٍ :
أ : إن القرآن هو ( نظامٌ محكمٌ ) . ومعلومٌ أن كلَّ نظامٍ محكمٍ مبيِّنٌ لنفسه من خلال النظام نفسه . فكلّ جزءٍ من هذا النظام هو في حقيقته وصفٌ لطبيعته ولعلاقته بالأجزاء الأخرى منه . وهكذا فالنظامُ ( أي نظامٍ ) كاشفٌ عن نفسه لا محالة ، وبخلافه فلا يمكن وصفه بالانتظام فضلاً عن وصفه بأنه نظامٌ محكمٌ . إن إثباتَ كون القرآن نظاماٌ محكماً هو الموضوع المحوري لهذه المقدمة عن المنهج اللفظي .
ب : وردت في النصوص القرآنية صفةُ التبيين على ثلاثة مستوياتٍ :
الأول منها : أنّه ( تبيانٌ لكلّ شيء ) كما مرّ سابقاً .
والمستوى الثاني : أنّه ( قرآنٌ مبينٌ ) أي مبينٌ بنفسه .
وأما المستوى الثالث : وهو على مستوى الآيات ( آياتٌ بيِّناتٌ ) أي بنفسها ، وبالبناء للمجهول ( آياتٌ مُبَيَّناتٌ " بالفتح " ) بنفسها مرّة وبغيرها من الآيات مرة أخرى ، و ( آياتٌ مُبَيِّناتٌ " بالكسر " ) لنفسها مرة ولغيرها من الآيات مرة أخرى .
وكلّ تلك المستويات سواء على مستوى القرآن أو على مستوى آياته تدلّ على سريان النظام المحكم في جميع الأجزاء . فلو كان غير مبيِّنٍ لذاته لفقد القدرة على تبيين غيره ، وإذا كان عاجزاً عن تبيين ذاته كان عن تبيين غيره أعجز .
ج : إن الملّة المسلمة قد أجمعت وأقرّت للقرآن اتصافه بصفتين كان قد وصف هو بهما نفسه . الأولى أنّه كتابٌ للهداية والثانية أنّه كتابٌ مُعجِزٌ .
واجتماع الصفتين يحتّمُ أن يكون مبيِّناً لذاته ، بل انفراد كلٍّ منهما يحتّم ذلك . إذ لو كان مُبهماً لفقد القدرة على الهداية ، فلا بدّ أن يكون ( مبيِّناً ) وآياته ( بيّنات ) . وإذا لم يكن مبيّناً لذاته كان خلواً من أي نظامٍ فيسقط الإعجاز إذ أن فاقد النظام لا يكون مُعجِزاً .
فمثله مثل النور يمكنك أن ترى به الأشياء ، فهو مرئيٌّ بذاته فلا يحتاج إلى وسيلةٍ لرؤيته ، فكذلك القرآن فإنّه ( مبين ) بذاته :
* ( ولكنْ جعلناهُ نوراً نهدي بهِ منْ نشاءُ مِنْ عِبادنا ) * ( الشورى 52 )

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست