responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 12


ومعنى النظام القرآني : أن في القرآن نظامٌ محكمٌ شديد الصرامة منتشرٌ في جميع أجزائه بحيث أن اللفظ مفردةً كان أو حرفاً والترتيب أو التسلسل المعيَّنُ للألفاظ في كلِّ تركيبٍ هو جزءٌ من هذا النظام ، والخطأ في تصوّر شيء منه في أي موضعٍ يؤدي إلى الخطأ في تصوّر فروعٍ كثيرةٍ متصلةٍ بذلك الموضع . فالعبارة الأصح ليست قولنا ( أن في القرآن نظاماً محكماً ) بل ( القرآن هو بذاته نظامٌ محكمٌ ) .
ومعنى الخضوع : أن على المتلقّي السير على ذلك النظام والتحرّك وفقه واكتشاف مسالكه وطرقه . وهذا مثلما يبحث عالِمٌ ما في أسرار الطبيعة ، فهو يفسّرها بما فيها من قوانين ولا يفسّرها من تلقاء نفسه . وحينما يفترض فرضاً ما فإنّه يصحّحه على ضوء ما يكتشفُ من حقائق في هذا النظام . فمهمة عالم النبات مثلاً عند تفسيره لعمليات النسغ الصاعد والنازل والتركيب الضوئي هي ملاحظة هذه الفعاليات ثمّ ترجمتها بصياغةٍ علميةٍ . وبالتالي فهو لا يُملي على الشجرة نظرياته ، بل يفسّر ظواهرها هذه ضمن قوانين الطبيعة وما فيها من نظامٍ محكمٍ . وإنْ لم يفعل ذلك وأسقط أفكاره الخاصة على نظام الشجرة فستختلط لديه الحقائق بالأباطيل ليصبح بذلك جاهلاً ليس بمقدوره أن يكتشف شيئاً من حقائق فسلجة النبات .
إنّ مبدأ الخضوع للنظام القرآني قد مكّن المنهج من اكتشاف ما أملاه علماء التفسير على القرآن من آراءٍ وما خالفوا فيه نظامه . . حتى صار لديهم أهون من الكائنات البدائية أحادية الخلية في نظر الباحث الغربي في علم الأحياء . فلم يتحرّك المفسّرون وفق القرآن ونظامه ، بل جرّوا القرآن وراءهم وجعلوه مترجماً لأفكارهم .
فالخضوع للنظام القرآني في هذا المنهج لا يعني الاعتراف به وحسب ، بل يعني أنّ على الباحث أن يكون تابعاً للقرآن لا أن يكون هو قائداً له .
الخامس : مبدأ التبيين الذاتي :
يؤمن المنهج اللفظي بأنّ القرآن مبيِّنٌ لكلِّ شيءٍ ومبيِّنٌ لذاته .
فأمّا كونه تبيانٌ لكلّ شيء معلومٌ من النصّ القرآني نفسه :
* ( وَنَزّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تبياناً لكلِّ شيءٍ ) * ( النحل 89 ) ومع ذلك فهو يطبّق قواعده على الآية

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست