responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 123


شَيبَا ) * وإنَّما هو اشتعل الشيب في الرأس .
وأضاف الشارح : ومنه * ( وحرَّمنا عَليهِ المَرَاضع ) * ، * ( يَومَ يُعرَضُ الذين كَفَروا عَلى النَار ) * قال وهو كثيرٌ في الأساليب العربية ) . انتهى .
وتلاحظ هنا بجلاءٍ كيف أنَّه قد حشر التراكيب القرآنية مع الأمثال والأقوال العامة وأبيات الشعر . فلو ادّعى النحوي أنَّه يؤمن أنَّ القرآن كلام الله ، وأنَّه معجزٌ ، فهذا لا ينفع لإثبات صحّة الدعوى بعد اعتباره عملياً مثل كلام البشر .
فالقرآن قد تحدّى بالمثلية ولم يتحدَّ بسورةٍ منه ، وهذا يعني أنَّ عبارتهم المتكرّرة مثل ( ومثلُ هذا كثيرٌ في استعمالات العرب ) أو مثل قولهم ( أنَّه نزل بلغة العرب وأساليبهم ) وعشرات أخرى كالتكرار والكناية والاستعارة وضعوا لها مسوغاً من ( الأساليب العربية ) . . إن عباراتهم هذه يراد منها تبرير هذا التحريف ووضع قواعد ثابتة لهذا التحريف تمكّنه من الاستمرار ، وليس ببعيدٍ أنَّ تكون المؤامرة واسعة وعميقة إلى هذا الحدّ ، بل ما هو غير معقولٍ إلاَّ تحدث مؤامرة مثل تلك تقابل القرآن بعظمته وقوّته التي حطّمت أحلام الكثيرين ، وفيهم من كان بارعاً بالتحريف الأول الذي طال الكتب المنزّلة السابقة .
وإذا قيل : ( فكيف يُفهم القرآن وهو مخالفٌ لأساليب العرب ؟ ) ، فيُقال : ( إنَّ هذا ليس بسؤالٍ وجيهٍ ونحن نتحدّث عن منهجٍ النظام القرآني ) . وإذا قيل ( فكيف ذكر الله تعالى أنَّه كتابٌ عربي ؟ ) ، فيُقال : ( إنَّه ما قال أنَّه كتابٌ عربيٌّ ، بل قال كتابٌ إلهيٌّ بلسانٍ عربي واللسان هو شيء غير القواعد والأساليب ) .
إذن فالقرآن معجزٌ لا يمكن الإتيان بمثله . وإنَّ عملية حشر تراكيبه أسوةً بأقوال المخلوقين في تلك القواعد معناه أنَّ كلام هؤلاء هو ( مثله ) ، فماذا تعني المثلية إنْ لم تعنِ ذلك ؟ بل القواعد هي فلسفة الكلام ونظمه وإعرابه فماذا يبقى من الإعجاز ؟ أليست تلك الجمل والأبيات الشعرية هي ألفاظاً منتظمةً بصورةٍ معيّنةٍ وتنطبق عليها تلك القواعد أسوةً بتراكيب القرآن ؟ .
إنَّ المنهج اللفظي يطالب الأمَّة - إنْ وُجدَت أمَّةٌ تدافع عن ( أختها ) - بالإجابة على جميع الاشكالات التي يوردها اعتراضاً على تعاملها مع كتاب الله .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست