4 . * ( وَكَم مِن قَريَةٍ أهلَكنَاهَا فَجَاءَهَا بَأسُنَا بَيَاتَاً أو هُم قَائِلون ) * ( الأعراف 4 ) * ( وَمَا أَهلَكنَا من قَريَةٍ إلاَّ وَلَهَا كِتابٌ مَعلوم ) * ( الحجر 4 ) * ( وَمَا أَهلَكنَا من قَريَةٍ إلاَّ لَهَا مُنذرون ) * ( الشعراء 208 ) * ( وَحَرَامٌ عَلَى قريَةٍ أَهلَكنَاها ) * ( الأنبياء 95 ) * ( وَكَأين من قَريَةٍ هِيَ أشدُّ قُوَّةً . . . أهلكناهم ) * ( محمد 13 ) * ( وَكَم أهلَكنَا من قَريَةٍ بَطَرَت معيشَتُهَا . . ) * ( القصص 58 ) * ( وَكَم قَصَمنَا من قَريةٍ كَانَت ظَالِمةً ) * ( الأنبياء 11 ) * ( وَتِلكَ القُرى أَهلَكنَاهم لَمَّا ظَلَموا وَجَعلنا لِمَهلِكهِم موعِدا ) * ( الكهف ) إنَّكَ تلاحظ في جميع هذه الموارد ارتباط حقيقتين : الحقيقة الأولى : أنّها قرىً هلكت فيما مضى من الزمان . والحقيقة الثانية : أنّها كانت ظالمة وأنَّها بلغت أجلَها وأُنذِرتْ بما يكفي وأُمهِلتْ المهلة اللازمة . ففي جميع هذه الموارد استعمل ( القرية ) ولم يقل ( أهلها ) جرياً على هذا النظام .
وكذلك تلاحظ بوضوحٍ كافٍ أنَّ ( القرى ) هم ( الناس ) لا ( الأبنية والمنشآت ) إذ قال : * ( وَتِلكَ القُرى أَهلَكنَاهم لَمَّا ظَلَموا ) * . فاستعمل صيغة الجمع للقرى والناس في ثلاثة ألفاظٍ متجاورةٍ ، ممّا لا يسمح مطلقاً بتقدير محذوفٍ ولا إضمارٍ ولا مجازٍ . ولذلك لم يرفع أحدٌ عقيرته مع النحويين والبلاغيين باكتشافٍ قديمٍ أو جديدٍ من مكتشفاتهم بشأن هذه الآية ، بل صمتوا عنها وكأنَّها لم تكن معنيّة بالمجاز والحذف ، إذ لا يعقل أنَّ يقولوا تقديراً ( وتلك القرى أهلكنا أهلها ) وألاَّ فأين يذهب الضمير ( هم ) ؟ ولا يعقل أيضاً أن يقولوا ( لمَّا ظلَمَ أهلها ) وألاَّ فأين يذهب ( واو الجماعة ) ؟
5 . وحين يتحدّث عن قانون الإهلاك نفسه وكيف حلّ أو يحل بهم يذكر ( أهل القرية ) ! لماذا ؟
لأَنَّه يريد الربط بين قانون الإهلاك وبين فساد النظام الاجتماعي . فالنظام لا شأن للغرباء به فلا بدَّ من تمييزهم . فالإهلاك لا يحلَّ بالقرية لفساد الداخلين فيها ، بل لفساد أهلها ونظامهم . لاحظ هذه الآيات :
* ( وَمَا كُنَّا مُهلِكي القُرَى إلاَّ وَأهلُهَا ظَالِمون ) * ( القصص 59 ) * ( قَالُوا إنَّا مُهلِكوا أهلَ هَذِهِ القَريةِ إنَّ أهلَهَا كَانوا ظَالِمين ) * ( العنكبوت 31 )