responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 117


السبيل والدارسين والتجّار الغرباء الذين لا يُعدّون من ( أهل القرية ) . فهؤلاء جميعاً هم في ( القرية ) ولكنّهم ليسوا من أهلها وليسوا جزءً من نظامها .
وعند الاستعمال فإنَّ القرآن لا يُهمل هذه الحقيقة وإنْ كانت خفيّةً فيضَعها موضعَها الصحيحَ للتمييز بين القرية وأهلها وعلى النحو الآتي :
1 . * ( تِلكَ القُرى نَقُصُّ عَليكَ مِن أنبائِها ) * ( الأعراف 101 ) فلم يقلْ من أنباء أهلها لأنَّ أنباء القرى إنَّمَا هي الإهلاك أو البأساء أو الضرّاء ، أو هي العكس من ذلك : التمتّع إلى حين والإمهال ونزول البركات . وهذه جميعاً سننٌ شاملةٌ لا تمييز بين أهلها وغيرهم . ولكننا نلاحظ أنَّ الأمر هو في ما حدث لا في ما سوف يحدث ! لماذا ؟
لأنَّ القرى لا تهلك إلاَّ بعد إنذارٍ وتأجيلٍ مرّاتٍ عديدةً . فالغرباء يخرجون وإنْ كذّبوا وإنْ لم يخرجوا ( كما يفعل أهلها ) لشملهم العذاب .
ولكن لو أراد التهديد بإنزال العذاب مستقبلاً فهل يهدّد القرى ؟
كلاّ . . إنَّه يهدّد أهلها فقط لأنَّ الغرباء ليسوا مسؤولين عن فساد النظام الداخلي الذي هو من صنع أهل القرى . لاحظ باقي الاستعمالات :
2 . * ( رَبَّنَا أَخرِجنا مِن هَذِهِ القَريَةِ الظَالِم أهلُهَا ) * ( النساء 75 ) إذ بالرغم من أنَّ الذين يدعون في هذا النصّ ليسوا غرباء لأنَّهم من أهل مكّة أصلاً ، ولكنه حكى على لسانهم بطريقةٍ جعلَهم بها خارج أهلها فلم يقل ( الظالمة ) لوجودهم فيها ولأنَّه أراد وصف النظام السائد .
فليست القرية ( ظالمةً ) كلّها ، بل أهلها فقط وهم الذين لا يرغبون بالهجرة منها . فقانون ( الأهل ) نفسه مرنٌ بما يكفي ليكون طوع المبادئ القرآنية ، وليس هو قانوناً جامداً رغم دقَّته في الاستعمال . قارن هذا الاستعمال مع ما يأتي :
3 . * ( فَكَأينَ مِن قَريَةٍ أَهلَكنَاهَا وَهيَ ظَالِمةٌ ) * ( الحج 45 ) هنا حدث العكس فلم يقل ( أهلها ) ، لأنَّ هذا حدثٌ مضى . فالهلاك شمل الجميع بمن فيهم الغرباء بعد إذ لم يخرجوا منها وبعد إنذارٍ وتأجيلٍ للعذاب مرّاتٍ عديدةً . فهؤلاء الغرباء هم جزء من القرية فالقرية كلّها ظالمة .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست