responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 115


القضية صُوِّرَت بطريقةٍ تنفع الذين كفروا ، والمفهوم القرآني الصحيح لها وُضِعَ تحت اصطلاحٌ عقائديٌّ خاصٌّ من قال به عَدَّوه زنديقاً . فهي من الآيات التي لا ينكشف ما فيها إلاَّ بفصولٍ طويلةٍ عن عملية إحياء الموتى في النظام القرآني .
ومع هذا فلا يتركك المنهج اللفظي من غير إشارةٍ ولو واحدةٍ عن ذلك : لقد وجد المنهج في موضوع الحياة والموت أنَّ الذين كفروا يموتون مرّتين ويُحييهم الله تعالى مرّتين . أمَّا المؤمنون فلا يموتون إلاَّ مرّةً واحدةً حيث قال تعالى :
* ( لا يَذُوقونَ فِيهَا المَوتَ إلاَّ المَوتَةَ الأولى ) * ( الدخان 56 ) في حين قال تعالى عن الكُفّار :
* ( قَالوا رَبَّنَا أمَتَّنَا اثنَتينِ وأحيَيتَنَا اثنَتَين ) * ( غافر 11 ) ويستلزم ذلك أنَّ تكون للمؤمنين حياتان تفصلهما موتةٌ واحدةٌ ، وأن تكون للكفّار ثلاثة أطوارٍ من الحياة يتخلّلها ( موتتان ) في طورين منها يعّذبون ، وهو الأمر الذي يوضّح العذاب مرّتين المرتبط بسين الاستقبال في قوله تعالى :
* ( سَنُعَذِّبَهُم مَرَّتَين ) * ( التوبة 101 ) فهذه الآية ( آية الإسراء ) عن إذاقة النبي ضعف الحياة وضعف الممات مرتبطةٌ بهذا الأمر ، وهي تشير للنبي ( ص ) من طرفٍ آخرٍ أنَّه لو ركن للذين كفروا فإنَّ القاعدة ستحكمه أيضاً ، وكأنَّما يقول من ركن إليهم في هذا الأمر وفتنوه عمّا أوحينا إليه سيكون معهم من جهة عدد الموتات وعدد أطوار الحياة .
المورد السادس قوله تعالى : * ( وَاسألْ القَريَةَ التي كُنَّا فِيهَا وَالعِيرَ التي أقبَلنَا فِيها ) * ( يوسف 82 ) حيث ذكروا أنَّ هذه الآية تتضمّن إضماراً ، إذ لا يجوز أنْ تُسأل القرية وإنَّما يُسألُ أهلُ القرية ، فالتقدير هو : ( واسأل أهلَ القرية ) فحذفَ الأهل وأقام المضاف إليه مكانه .
وقد رأيتَ في موضوع المجاز أنَّ آيةً مشابهةً لها في استعمالها لهذا اللفظ هي قوله تعالى : * ( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَريَةً آمِنَةً مُطمَئِنَّةً ) * ( النحل 112 ) حيث زعموا أنَّ الاستعمال فيها مجازي ، وذلك لأنَّهم وجدوا صعوبةً في تقدير لفظ ( أهل ) فإذا عدّوهُ محذوفاً ، فالتقدير يستلزم إعادة التركيب كلّه ( كانوا آمنين مطمئنين يأتيهم رزقهم ) بدل ( كانت آمنةً مطمئنّةً يأتيها رزقها ) .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست