responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 114


الذين لا يفقهون لا من مقولة تعالى . . ثمَّ ليقدّروا فعلاً محذوفاً لا وجود له إلاَّ في أذهانهم ؟ وكم من آيةٍ ربطت الحسنة والسيئة بعمل العبد في القرآن الكريم ؟ وكم من حديثٍ وخطبةٍ ربطت ذلك بعمله ؟ فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ؟ ! .
المورد الخامس قوله تعالى : * ( إذاً لأَذَقنَاكَ ضِعْفَ الحَياةِ وَضِعفَ المَمَاتِ ثمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَينَا نَصيرا ) * ( الإسراء 75 ) قالوا : أي ضعف عذاب الأحياء وضعف عذاب الموتى ، فحذف العذاب وأبدلَ الأحياء بالحياة والموتى بالممات وقام المصدر مقام الموصوف ( انظر إحياء علوم الدِّين / نفس الموضوع ) ثمَّ قالوا : ( وكلُّ ذلك جائزٌ في فصيح اللغة ) ! عمليةٌ معقّدةٌ أخرى ( لإنتاج ) تركيبٍ قرآني ولولا أنَّ الله هو الذي فعل ذلك لَمَا صدّقهم أحد !
من أين يأتوكَ بهذا التخريج العجيب لآيات القرآن ؟ لا ندري . وأين هو ( العذاب ) في الآية ؟ وكيف شاهدوا الأصل في اللوح المحفوظ وهو ( محفوظٌ ) أصلاً من مثل هذه المصائب ؟ أم أنْ قد علموا ما في نفسه تعالى وقتَ أنَّ المسيح ( ع ) يقول : * ( تَعلَمُ مَا في نَفسي وَلا أَعلَمُ مَا في نَفسِك إنَّكَ أنتَ علاَّمُ الغُيوب ) * ( المائدة 116 ) ، وكيف عَلِموا أنَّه أراد ضعف عذاب الأحياء وضعف عذاب الموتى ؟ وهل الأحياء والموتى يعذّبون جميعاً ؟ ولماذا يُعَذَّبُ رسولُ الله ( ص ) ضعف عذاب الخلق كلّهم أحياءً وأمواتاً ؟ وما هي جنايته ولو على فرض أنّهم ( سيتّخذونه خليلا ) ؟
لم يسألوا تلك الأسئلة التي تبيّن مخالفة قولهم لعقائد الدين وأصوله وللقرآن وما فيه ، وظنّوا أنَّ القرون ستمضي قدُماً ولا إشكال سوى ما يُحتَمَلُ مستقبلاً من اعتراضٍ لغويٍّ يخطئ به الدهر فيظهر مخالفاً لنحوهم . ولكنّهم تكفّلوا بالخلاص من هذا الاحتمال بعبارةٍ هي من أسوأ العبارات في تاريخ اللغات تجدها مكرّرةً في كلّ شرحٍ لغويٍّ يتعلّق بالقرآن الكريم وحده وهي قولهم بعد شرح هذه العمليات من الحذف والإبدال والتقدير . . ( وكلّ ذلك جائزٌ في فصيح اللغة ) ! ! .
أمَّا كيف يوضّح المنهج اللفظي هذه الآية فإنَّه الآن عملٌ معقّدٌ جداً لأَنَّه مرتبطٌّ بعقيدةٍ قرآنية هي إحدى محاور القرآن الأساسية وهي قضية ( إحياء الموتى ) . فهذه

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست