في قول أهل العراق ، وهو مذهبنا .
والسفر الذي يوجب الإفطار ما كان سفرا حسنا ، وكان مقداره ثمانية فراسخ أربعة وعشرون ميلا ، وعند الشافعي ستة عشر فرسخا ، وعند أبي حنيفة أربعة وعشرون فرسخا . وقال داود : قليله وكثيره يوجب الإفطار .
والمرض الذي يوجب الإفطار ما يخاف معه التلف أو الزيادة المفرطة في مرضه .
ومن قال إن قوله « ولِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ » يدل على أن شهر رمضان لا ينقص أبدا فقد أبعد من وجهين ، لان قوله « ولتكملوا العدة » معناه ولتكملوا عدة الشهر ، سواء كان تاما أو ناقصا .
والثاني : أن ذلك راجع الى القضاء ، لأنه قال عقيب ذكر السفر والمرض « فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّه بِكُمُ الْيُسْرَ ولا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ولِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ » يعني عدة ما فاته . وهذا بين .
فصل : قوله « وإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ » الاية : 186 .
معناه : ان اقتضت المصلحة اجابته وحسن ذلك ولم تكن فيه مفسدة ، فاما أن يكون قطعا لكل من يسأل ، فلا بد أن يجيبه فلا ، على أن الداعي لا يحسن منه السؤال الا بشرط ألا يكون في اجابته مفسدة لا له ولا لغيره ، والا كان الدعاء قبيحا .
ولا يجوز أن تقيد الاجابة بالمشيئة ، بأن يقول : ان شئت لأنه يصير الوعد به لا فائدة فيه ، فمن أجاز ذلك فقد أخطأ .
فان قيل : إذا كان لا يجيب كل من دعا ، فما معنى الاية ؟
قلنا : معناه أن من دعا على شرائط الحكمة التي قدمناها واقتضت المصلحة