اجابته أجيب لا محالة ، بأن يقول : اللهم افعل بي كذا ان لم يكن فيه مفسدة لي أو لغيري في الدين ، أو دنيوي هذا في دعائه .
فصل : قوله « وكُلُوا واشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ ولا تُبَاشِرُوهُنَّ وأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ » الاية : 187 .
الرفث : الجماع هاهنا بلا خلاف .
ومعنى قوله « هن لباس لكم » أنهن يصرن بمنزلة اللباس . وقال قوم : معناه هن سكن لكم كما قال « وجعلنا الليل لباسا » « 1 » أي : سكنا .
وقوله « وكلوا واشربوا » اباحة للأكل والشرب « حتى يتبين » أي : يظهر والتبيين تمييز الشيء الذي يظهر للنفس على التحقيق « الخيط الأبيض من الخيط الأسود » يعني : بياض الفجر من سواد الليل .
وقيل : خيط الفجر الثاني مما كان في موضعه من الظلام . وقيل : النهار من الليل ، فأول النهار طلوع الفجر الثاني ، لأنه أوسع ضياء ، قال الشاعر وهو أبو داود :
فلما أضاءت لنا غدوة « 2 » ولاح من الصبح خيط أنارا « 3 » وروي عن حذيفة والأعمش وجماعة [ أن ] خيط الأبيض هو ضوء الشمس ، وجعلوا أول النهار طلوع الشمس ، كما أن آخره غروبها ، فلا « 4 » خلاف في الغروب وأكثر المفسرين على القول الاول ، وعليه جميع الفقهاء لا خلاف فيه بين الامة