فصل : قوله « قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما » الاية : 89 .
انما قال « أجيبت دعوتكما » والداعي موسى ، لان دعاء موسى كان مع تأمين هارون على ما قاله الربيع وابن زيد وعكرمة ومحمد بن كعب وأبو العالية . والمؤمن داع لان معنى التأمين اللهم أجب هذا الدعاء .
فصل : قوله « حَتَّى إِذا أَدْرَكَه الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّه لا إِله إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِه بَنُوا إِسْرائِيلَ » الاية : 90 .
اخبار منه تعالى أن فرعون حين لحقه الغرق والهلاك قال ما حكاه اللَّه ، وكان ذلك ايمان الجاء لا يستحق به الثواب ، كما لا يستحق بالايمان الضروري .
فصل : قوله « ولَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ » الاية : 93 .
التبوء توطئة المنزل الذي يأوي اليه .
فصل : قوله « فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ » الاية : 94 .
قال البلخي : ذلك راجع الى قوله « فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ » فأمره بأن يسألهم هل الامر على ذلك ، فإنهم لا يمتنعون من الاخبار به ، ولم يأمره بأن يسألهم هل هو محق فيه أم لا ؟ ولا أن ما أنزله عليه صدق أم لا .
ووجه آخر وهو أنه انما أمره بأن يسألهم ان كان شاكا ولم يكن شاكا ، فلا يجب عليه مسألتهم . وهذا معنى ما روي عنه عليه السّلام أنه قال : ما شككت ولا أسأل « 1 » .
فصل : قوله « فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا » الاية : 98 .
فان قيل : كشفنا عنهم العذاب يدل على نزول العذاب بهم ، فكيف ينفع مع