عليه السلام .
ثم قال « فأنزل اللَّه سكينته عليه » وقال بعده « وأيده بجنود » يعني : النبي عليه السّلام فلا يليق أن يتخلل ذلك كله كناية عن غيره .
وليس في الاية ما يدل على فضل لابي بكر ، لان قوله تعالى « ثاني اثنين » مجرد الاخبار أن النبي خرج ومعه غيره .
وكذلك قوله « إذ هما في الغار » خبر عن كونهما فيه .
وقوله « إذ يقول لصاحبه » لا مدح فيه أيضا ، لان تسمية الصاحب لا يفيد فضله ألا ترى أن اللَّه تعالى قال في صفة المؤمن والكافر « قالَ لَه صاحِبُه وهُوَ يُحاوِرُه أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ » « 1 » وقد تسمى البهيمة بأنها صاحب الإنسان ، كقول الشاعر :
وصاحبي بازل شمول وقد يقول الرجل المسلم لغيره : أرسل اليك صاحبي اليهودي ، ولا يدل ذلك على الفضل .
وقوله « لا تحزن » ان لم يكن ذما فليس بمدح بل هو نهي محض عن الخوف .
وقوله « ان اللَّه معنا » قيل : ان المراد به النبي عليه السّلام ، ولو أريد به أبو بكر معه لم يكن فيه فضيلة ، لأنه يحتمل أن يكون ذلك على وجه التهديد ، كما يقول القائل لغيره إذا رآه يفعل القبيح : لا تفعل ان اللَّه معنا . يريد أن اللَّه مطلع علينا عالم بحالنا .
والسكينة قد بينا أنها نزلت على النبي عليه السّلام لما بيناه من أن التأييد بجنود الملائكة كان يختص النبي عليه السّلام فأين موضع الفضيلة للرجل لولا العناد ، ولم نذكر هذا للطعن على أبي بكر ، بل بينا أن الاستدلال بالاية على الفضل غير صحيح .
فصل : قوله « وسَيَحْلِفُونَ بِاللَّه لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ واللَّه