القتال ، ومنه قولهم بئس الرجل زيد ، معناه شديد الفساد . والنوم نقيض اليقظة والنوم سهر يغمر القلب ويغشي العين ويضعف الحس وينافي العلم .
واللعب هو العمل للذة لا يراعى فيه الحكمة كعمل الصبي ، لأنه لا يعرف الحكيم ولا الحكمة وانما يعمل للذة ، وأصله الذهاب على غير استقامة .
فصل : قوله « أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّه فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّه إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ » الاية : 99 .
انما ارتفع ما بعد « الا » لان الرافع مفرغ له فارتفع لأنه فاعل ، وكل ما فرغ الفعل لما بعد « الا » فهي فيه ملغاة ، وكل ما شغل بغيره فهي فيه مسلطة ، لان الاسم لا يتصل على ذلك الوجه الا بها .
وانما قال « فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّه إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ » مع أن الأنبياء والمعصومين يأمنون ذلك لامرين :
أحدهما : أنهم لا يأمنون عقاب اللَّه للعاصين ، ولذلك سلموا من مواقعة الذنوب .
الثاني : « فلا يأمن مكر اللَّه من المذنبين الا القوم الخاسرون » بدليل قوله « إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ » « 1 » وقيل : فلا يأمن مكر اللَّه جهلا بحكمة اللَّه الا القوم الخاسرون .
فصل : قوله « أَولَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ ونَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ » الاية : 100 .
قيل : في معنى الطبع هاهنا قولان :
أحدهما : الحكم بأن المذموم كالممنوع من الايمان لا يفلح ، وهو أبلغ الذم .
الثاني : انه علامة وسمة في القلب من نكتة سوداء أن صاحبه لا يفلح تعرفه الملائكة .
وقال البلخي : شبه تعالى الكفر بالصدى الذي يركب المرآة والسيف ، لأنه