responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 280


وقوله « * ( رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً ) * » أي : طالعا . وقوله للشمس « * ( هذا رَبِّي ) * » وهي مؤنثة معناه : هذا الشيء الطالع ربي ، أو على أنه حين ظهرت الشمس وقد كانوا يذكرون الرب في كلامهم ، فقال لهم : هذا ربي .
وقيل : في معنى هذه الاية وجوه أربعة :
أحدها : ما قاله الجبائي : ان ما حكاه اللَّه عن ابراهيم في هذه الآيات كان قبل بلوغه ، وقبل كمال عقله ولزوم التكليف له ، غير أنه لمقاربته كمال العقل خطرت له الخواطر وحركته الشبهات والدواعي على الفكر فيما يشاهده من هذه الحوادث فلما رأى الكوكب - وقيل : انه الزهرة - بان نوره مع تنبهه بالخواطر على الفكر فيه وفي غيره ظن أنه ربه ، وأنه هو المحدث لمشاهده « 1 » من الأجسام وغيرها .
« فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ » لأنه صار منتقلا من حال الى حال ، وذلك مناف لصفات القديم « فلما رأى القمر بازغا » عند طلوعه ، أي : رأى كبره واشراقه وما انبسط من نوره في الدنيا « قال هذا ربي » فلما راعاه وجده يزول ويأفل ، فصار عنده بحكم الكوكب الذي لا يجوز أن يكون بصفة الاله لتغييره وانتقاله من حال الى حال ، فلما أكمل اللَّه عقله ضبط بفكره النظر في حدوث الأجسام ، بأن وجدها غير منفكة من المعاني المحدثة ، وأنه لا بد لها من محدث قال حينئذ لقومه « إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ والأَرْضَ » الى آخرها .
والثاني : ما قاله البلخي وغيره من أن هذا القول من ابراهيم في زمان مهلة النظر ، لان مهلة النظر مده اللَّه العالم بمقدارها ، وهي أكثر من ساعة .
وقال البلخي : وأقل من شهر ، ولا يدرى ما بينهما الا اللَّه ، فلما أكمل اللَّه عقله وخطر بباله ما يوجب عليه النظر وحركته الدواعي على الفكر والتأمل له قال ما حكاه اللَّه ، لان ابراهيم عليه السّلام لم يخلق عارفا باللَّه ، وانما اكتسب المعرفة لما أكمل


( 1 ) . في التبيان : لما شاهده .

نام کتاب : المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست