في القرآن يدل على أن اسمه آزر . وقيل : آزر عندهم ذم في لغتهم ، كأنه قال :
وإذ قال ابراهيم لأبيه يا مخطئ أتتخذ أصناما ، فعلى هذا قال الزجاج : الاختيار الرفع ، ويجوز أن يكون وصفا له ، كأنه قال : وإذ قال ابراهيم لأبيه المخطئ قال الزجاج وقيل : ان آزر اسم صنم .
والذي قاله الزجاج يقوى ما قاله أصحابنا ان آزر كان جده لامه ، أو كان عمه لان أباه كان مؤمنا من حيث ثبت عندهم أن آباء النبي عليه السّلام الى آدم عليه السّلام كلهم كانوا موحدين لم يكن فيهم كافر ، وحجتهم في ذلك اجماع الفرقة المحقة ، وقد ثبت أن إجماعها حجة لدخول المعصوم فيها ، ولا خلاف بينهم في هذه المسألة .
وأيضا روي عن النبي عليه السّلام أنه قال : نقلني اللَّه من أصلاب الطاهرين الى أرحام الطاهرات لم يدنسني بدنس الجاهلية . وهذا خبر لا خلاف في صحته ، فبين النبي عليه السّلام أن اللَّه نقله من أصلاب الطاهرين ، فلو كان فيهم كافر لما جاز وصفهم بأنه طاهرون ، لان اللَّه وصف المشركين بأنهم أنجاس ، فقال « إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ » « 1 » ولهم في ذلك أدلة لا نطول بذكرها الكتاب ، لئلا يخرج عن الغرض .
وقيل : في معنى الملكوت أقوال ، قال الزجاج والفراء والبلخي والجبائي والطبري وهو قول عكرمة : ان الملكوت بمنزلة الملك ، غير أن هذه اللفظة أبلغ من الملك . وقيل : الملكوت آيات السماوات والأرض .
فصل : قوله « فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْه اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ . فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ . فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ » الاية : 76 - 79 .
قوله « فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْه اللَّيْلُ » أي : أظلم . وقوله « * ( فَلَمَّا أَفَلَ ) * » معناه : غاب .