فصل : قوله « إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ والنَّبِيِّينَ » الاية : 163 .
وليس يصح عندنا أن الأسباط الذين هم اخوة يوسف كانوا أنبياء .
فصل : قوله « وكَلَّمَ اللَّه مُوسى تَكْلِيماً » الاية : 164 .
قال البلخي : في الاية دلالة على أن كلام اللَّه محدث من حيث أنه كلم موسى خاصة ، دون غيره من الأنبياء ، وكلمه في وقت دون وقت . ولو كان الكلام قديما ومن صفات ذاته ، لم يكن في ذلك اختصاص ، ومن فصل بين التكليم والتكلم فقد أبعد ، لان المتكلم لغيره لا يكون الا متكلما ، وان كان يجوز أن يكون متكلما وان لم يكن مكلما فالمتكلم يجمع الامرين .
فصل : قوله « لكِنِ اللَّه يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَه بِعِلْمِه » الاية : 166 .
ومن استدل بهذه الاية على أنه تعالى عالم بعلم فقد أخطأ ، لان قوله « بعلمه » معناه وهو عالم به ، ولو كان المراد بذلك ذاتا أخرى لوجب أن يكون العلم آلة في الانزال ، كما يقولون كتبت بالقلم ، وقطعت بالسكين ، ونجرت بالفأس . ولا خلاف أن القلم ليس بآلة في الانزال .
وقال الزجاج : معناه انزال القرآن الذي علمه فيه ، وهو اختيار الازهري .
فصل : قوله « إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّه وكَلِمَتُه أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ ورُوحٌ مِنْه » الاية : 171 .
أصل المسيح الممسوح ، نقل من مفعول الى فعيل ، سماه اللَّه بذلك لتطهيره آثام الذنوب .
وقيل : مسح من الذنوب والأدناس التي تكون في الآدميين ، كما يمسح الشيء من الأذى الذي يكون فيه ، وهو قول مجاهد .
وقال ابراهيم : المسيح الصديق . وأما المسيح الدجال ، فانه أيضا بمعنى الممسوح العين فمعنى المسيح في عيسى عليه السّلام الممسوح البدن من الأدناس والاثام