الرد على النصارى في الأقانيم الثلاثة
الاستدلال بالآية على أفضلية الملائكة على الأنبياء والجواب عنه
ومعنى المسيح في الدجال الممسوح العين اليمنى أو اليسرى .وقوله « وكَلِمَتُه أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ » يعني بالكلمة الرسالة التي أمر اللَّه ملائكته أن يأتي بها بشارة من اللَّه تعالى لها التي ذكر في قوله « قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّه يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ » « 1 » يعنى : برسالة منه وبشارة من عنده .
وقال قتادة والحسن : هو قوله « كن فكان » واختار الطبري الاول .
وقد شبهت النصارى قولها انه ثلاثة أقانيم جوهر واحد بقولنا : سراج واحد ثم نقول : انه ثلاثة أشياء : دهن وقطن ونار ، وللشمس انها شمس واحدة ، ثم نقول : أنها جسم وضوء وشعاع .
قال البلخي : وهذا غلط ، لأنا وان قلنا إنه سراج واحد لا نقول هو شيء واحد ولا للشمس انها شيء واحد ، بل نقول : هو أشياء على الحقيقة ، كما نقول : عشرة واحدة وانسان واحد ودار واحدة وشهر واحد ، وهي أشياء متغايرة .
فان قالوا : ان اللَّه شيء واحد حقيقة ، كما أنه اله واحد ، فقولهم بعد ذلك « انه ثلاثة » مناقضة لا يشبه ما قلناه ، وان قالوا : هو أشياء وليس هو شيئا واحدا دخلوا في قول المشبهة وتركوا القول بالتوحيد .
ومن العجب أنهم يقولون : ان الأب له ابن والابن لا أب له ، ثم يزعمون أن الذي له ابن هو الذي لا ابن له ، ويقولون : ان من عبد الإنسان فقد أخطأ وضل ثم يزعمون أن المسيح اله انسان وأنهم يعبدون المسيح .
فصل : قوله نْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّه ولَا الْمَلائِكَةُ « الاية : 172 .
استدل قوم بهذه الاية على أن الملائكة أفضل من الأنبياء قالوا : ولا يجوز أن يقول القائل : لا يأنف الأمير أن يركب الي ولا غلامه .
وهذا الذي ذكروه ليس بصحيح ، ولا دلالة فيه من وجوه :