والقسمة ، لأنه لو كان كذلك لما أمر اللَّه تعالى بالتسوية في جميع ذلك لأنه لا يكلف الا ما يطيقه .
فصل : قوله « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّه ورَسُولِه » الاية : 136 .
قيل : في تأويل أمر من آمن أن يؤمن باللَّه ورسوله ثلاثة أقوال :
أحدها : وهو المعتمد عليه عندنا واللائق بمذهبنا أن المعنى : يا أيها الذين آمنوا في الظاهر بالإقرار باللَّه ورسوله وصدقوهما آمنوا باللَّه ورسوله في الباطن ليطابق باطنكم ظاهركم ، ويكون الخطاب خاصا بالمنافقين الذين كانوا يظهرون خلاف ما يبطنون .
فصل : قوله « وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّه يُكْفَرُ بِها ويُسْتَهْزَأُ بِها » الاية : 140 .
وفي الاية دلالة على وجوب انكار المنكر مع القدرة على ذلك ، وأن من ترك ذلك مع القدرة على ذلك وزوال العذر عنه ، وأن من ترك ذلك مع القدرة عليه كان مخطئا آثما ، وكذلك فيها دلالة على أنه لا يجوز مجالسة الفساق ، والمبدعين من أي نوع كان .
فصل : قوله « وقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ » الاية : 157 .
« بَلْ رَفَعَه اللَّه إِلَيْه » معناه : انه رفعه الى الموضع الذي يختص اللَّه تعالى بالملك ولم يملك أحدا منه شيئا وهو السماء ، لأنه لا يجوز أن يكون المراد أنه رفعه الى مكان هو تعالى فيه ، لان ذلك من صفات الأجسام ، تعالى اللَّه عن ذلك ، وعلى هذا يحمل قوله حكاية عن ابراهيم « إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي » « 1 » يعني : الى الموضع الذي أمرني به ربي .