فان قيل : ما وجه مسألتهم للَّه أن يؤتيهم ما وعدهم ؟ والمعلوم أن اللَّه ينجز وعده ولا يجوز عليه الخلف في الميعاد .
قيل : عن ذلك أجوبة ، أحدها : ما اختاره الجبائي والرماني أن ذلك على وجه الانقطاع اليه والتضرع له والتعبد له ، كما قال « رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ » « 1 » وقوله « ولا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِه » « 2 » وأمثال ذلك كثيرة .
فصل : قوله « لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ » الاية : 196 .
الغرور : إيهام حال السرور فيما الامر بخلافه في المعلوم ، وليس كل إيهام غرورا ، لأنه قد يتوهمه متخوفا فيحذر منه ، فلا يقال : غره ، والفرق بين الغرور والخطر أن الغرر قبيح ، لأنه ترك الحزم فيما يمكن أن يتوثق منه ، والخطر قد يحسن على بعض الوجوه ، لأنه من العظم من قولهم رجل خطير أي عظيم .