ليتميز المحق منكم من غيره .
فصل : قوله « لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا ويُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا » الاية : 188 .
فان قيل : كيف يجوز أن يذم بالفرح وليس من فعل الإنسان ؟
قلنا : ذم بالتعرض له على جهة الأشر والبطر ، كما قال « لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ » « 1 » .
فصل : قوله « ولِلَّه مُلْكُ السَّماواتِ والأَرْضِ واللَّه عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » الاية :
189 .
قوله « عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » خرج مخرج المبالغة ، وهو أخص من قوله « هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ » لان أفعال العباد لا توصف بالقدرة عليها .
فصل : قوله « إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ والأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ » الاية : 190 .
فان قيل : ما وجه الاحتجاج بخلق السماوات على اللَّه ؟ ولم تثبت بعد أنها مخلوقة ؟
قيل : عنه ثلاثة أجوبة :
أولها : على تقدير اثبات كونها مخلوقة قبل الاستدلال به ، لان الحجة به قامت عليه من حيث أنها لم تنفك من المعاني المحدثة .
الثاني : أن الغرض ذكر ما يوجب صحة الذي تقدم ، ثم يترقى من ذلك الى تصحيح ما يقتضيه على مراتبه ، كالسؤال عن الدلالة على النبوة ، فيقع الجواب بذكر المعجزة دون ما قبلها من المرتبة .
الثالث : أن تعاقب الضياء والظلام تدل على حدوث الأجسام .
فصل : قوله « الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّه قِياماً وقُعُوداً » الاية : 191 .