اللغة :
لا يكون التفاضل الا بين طرفين ، وترجيح أحدهما على الآخر في الخير .
ومعنى الوقاية الصيانة والحذر ، والمراد بها في كلام اللَّه الخوف منه . ومعنى الجزاء المكافأة ، والمراد بها في الآية الكفاية والاستغناء . والشفاعة مأخوذة من الشفع ضد الوتر ، وقد أريد بها هنا الوسيلة إلى اللَّه ، ونتكلم عنها قريبا في فقرة مستقلة ، بالنظر لأهميتها . والعدل بالفتح ضد الجور ، والمراد به هنا الفدية ، أما العدل بكسر العين فمعناه المساوي .
الاعراب :
( يوما ) قائم مقام المفعول به بعد حذفه ، أي اتقوا عذاب يوم ، أو شر يوم . و ( شيئا ) أيضا مفعول به ، وقيل يجوز جعله مفعولا مطلقا ، لأن معنى الشيء هنا الجزاء .
المعنى :
( يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ ) هذه الآية تأكيد للآية السابقة ، وتمهيد لما يأتي بعدها من الآيات ، ونشير في فقرة تأتي إلى الحكمة من التكرار ، والمراد بالذكر هنا الشكر ، أي اشكروا نعمتي عليكم بالسمع والطاعة .
( وأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ ) . . فضلهم اللَّه على شعوب ذاك العصر . واللام في العالمين للعموم العرفي ، لا للعموم الحقيقي ، ويكفي في صحة التفضيل أن تكون لهم الأفضلية من جهة واحدة ، لا من جميع الجهات ، وهذه الجهة التي امتاز بها بنو إسرائيل ان اللَّه أرسل منهم العديد من الأنبياء والرسل : فموسى وهارون ويوشع وعزير وزكريا ويحيى ، وغيرهم كثير ، وكلهم من بني إسرائيل [1] .
ومهما يكن ، فان تفضيلهم على أهل زمانهم من وجه لا يدل على فضلهم