واختلفوا في حقيقة إبليس : هل هو من الملائكة ، أو من الجن ؟ والصحيح انه من الجن ، وعليه يكون الاستثناء منقطعا ، والدليل قوله سبحانه : « وإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ - الكهف 51 » .
ولا طريق إلى معرفة إبليس والشياطين والجن إلا الوحي ، تماما كما هو الشأن في الطريق إلى معرفة الملائكة . . وسبق الكلام عن ذلك في الآية المتقدمة .
وتعرض المفسرون هنا لبحوث لا طائل تحتها . . لذا أعرضنا عنها مقتصرين على ما دل عليه ظاهر اللفظ . . وقد أشرنا في الصفحات السابقة إلى بعض ما يعزى إلى إبليس من الأساطير ، لأنها صورة واضحة لأكثر أهل هذا العصر في مغالطاتهم وتلاعبهم بالألفاظ التي لا تمت بشيء إلى علم أو فن أو أي شيء سوى السفسطة والشعوذة .
« وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ » الآية 35 - 39 وقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما ولا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ ( 35 ) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ولَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ومَتاعٌ إِلى حِينٍ ( 36 ) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( 37 ) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 38 ) والَّذِينَ كَفَرُوا وكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ( 39 )