responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 70


ان اللَّه لا يترك جعل شيء من الأشياء مثلا ، حتى ولو كان هذا الشيء بعوضة .
والمصدر من أن يوصل بدل من الضمير في « به » ، أي يقطعون ما أمر اللَّه بصلته .
الهدى والضلال :
يطلق الهدى على معان :
« منها » : البيان والإرشاد ، وأكثر آيات الهدى في القرآن ، والكثير منها تحمل ذلك ، مثل قوله تعالى : « وما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى » . .
وقوله : « ولَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى » . أي البيان ، ولا بيان للَّه الا ما جاءت به الرسل ، أو حكم به حكما بديهيا لا يتطرق إليه الشك والاحتمال .
و « منها » : ان يتقبل الإنسان النصيحة ، وينتفع بها ، ومنه قوله تعالى :
« قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ، فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ومَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها - يونس 108 » .
و « منها » : التوفيق والعناية من اللَّه بوجه خاص ، كقوله سبحانه :
« ولكِنَّ اللَّهً يَهْدِي مَنْ يَشاءُ » . . وقوله : « وأَنَّ اللَّهً يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ - الحج 16 » ، أي يوفقه إلى العمل بالهداية ، ويمهد له السبيل إليها . . وبديهة ان الهداية بمجرد البيان لا تلازم التوفيق إلى العمل ، بل قد وقد . . ومن ذلك قوله عز من قائل : « لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ » . أي لا عليك ان يعملوا بهداك ، أو لا يعملوا ، وانما عليك البيان .
و « منها » : الثواب ، كقوله : « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ - يونس 9 » ، أي يثيبهم بسبب ايمانهم ، وكذلك قوله : « يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ » .
و « منها » ان يراد بالهدى المرشد والمبين بالنظر إلى ان الهداية حصلت بسببه ، وهذا هو المقصود هنا بقوله تعالى : « يَهْدِي بِهِ كَثِيراً » ، قال صاحب مجمع البيان : « قوله يهدي به كثيرا يعني الذين آمنوا به ، وقالوا هذا في موضعه ، فلما حصلت الهداية بسبب اللَّه أضيفت إليه » .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست