أمير المؤمنين ( ع ) في الخطبة 174 من خطب النهج : « ان في القرآن شفاء من أكبر الداء ، وهو الكفر والنفاق ، والغي والضلال » . وبهذا نجد تفسير قوله تعالى : « ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ ورَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ولا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً - 82 الأسرى » . . وعسى أن يتعظ بقول الإمام ( ع ) من يطلب الشفاء لأوجاعه الجسمية بتلاوة هذه الآية إلا أن يضيف إليها ( روشتة ) الطبيب .
وتسأل مرة ثانية وما ذا تقول بهذه الآية : « ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ - 38 الانعام » . حيث دلت بظاهرها على أن في القرآن جميع العلوم ؟ .
الجواب : ان عموم كل شيء بحسبه ، فإذا قلت : هذا البيت فيه كل شيء فهم منه ان فيه ما تدعو إليه حاجة المقيم فيه من مؤنة وأثاث . . وإذا قلت عن كتاب فقهي : فيه كل شيء . فهم منه جميع المسائل الفقهية . . والقرآن كتاب دين ، وعليه يكون معنى ما فرطنا في الكتاب من شيء يتصل بخير الإنسان وهدايته .
سؤال ثالث : وما قولك في هذه الكتب التي تحمل اسم القرآن والعلم الحديث ، والإسلام والطب الحديث ، وما إلى هذا ؟ .
الجواب : أولا ان كل من يحاول الملاءمة بين مستكشفات العلم قديما كان أو حديثا ، وبين القرآن الكريم فإنه يحاول المحال . . ذلك ان علم الإنسان محدود بطاقته العقلية ، والقرآن من علم اللَّه الذي لا حد له . . فكيف تصح الملاءمة بين المحدود ، وغير المحدود ؟ .
ثانيا : ان علم الإنسان عرضة للخطأ ، لأنه عبارة عن نظريات وفروض تخطئ وتصيب . وكم رأينا العلماء يجمعون على نظرية ، وانها صحيحة مائة بالمائة ثم اكتشفوا ، أو من جاء بعدهم من العلماء انها خطأ مائة بالمائة . . والقرآن معصوم عن الخطأ . . فكيف تصح الملاءمة بين ما هو عرضة للخطأ ، وبين المعصوم عنه ؟ ثم هل نستمر في تأويل نصوص القرآن ، ونحملها ما لا تتحمل كلما نسخت أو عدلت فروض العلم ونظرياته ؟
أجل ، لا بأس أن نستعين بما يكتشفه العلم من حقائق على فهم بعض الآيات ، على شريطة أن لا نجعلها مقياسا لصدق القرآن وصحته ، بل وسيلة