responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 201


في رجل يجني في غير الحرم ، ثم يلجأ إلى الحرم قال : لا يقام عليه الحد ، ولا يطعم ، ولا يسقى ، ولا يكلم ، فإنه إذا فعل به ذلك يوشك أن يخرج ، فيقام عليه الحد ، وان جنى في الحرم جناية أقيم عليه الحد في الحرم ، لأنه لم ير للحرم حرمة » .
وقال أبو حنيفة : لا يجوز قتل من التجأ إلى الحرم ، واستدل بقوله تعالى :
« وإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وأَمْناً » .
( واتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى ) . واتخذوا بكسر الخاء ، وهو أمر بالصلاة في مقام إبراهيم ، لأن معنى مصلى مكان الصلاة . . وقد أجمع الفقهاء على أنه يستحب الإتيان بركعتي الطواف فيه مع الإمكان ، والمفهوم من مقام إبراهيم المقام المعروف الموجود الآن في المسجد ، أما قول من قال : ان المراد به المسجد بكامله فيحتاج إلى دليل .
( وعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ والْعاكِفِينَ والرُّكَّعِ السُّجُودِ ) .
أن في قوله تعالى : ( أَنْ طَهِّرا ) مفسرة لعهدنا ، فهي بمعنى أي ، ولا محل لها من الاعراب ، والمعنى وصينا إبراهيم وإسماعيل بأن يحترما البيت ، ويبعدا عنه كل ما لا يليق به من الأصنام والنجاسات والأوساخ واللغو والرفث والفسوق والجدال ، ونحو هذه ، وأن يأمرا الناس بذلك ، و ( لِلطَّائِفِينَ ) الذين يدورون حول البيت ، و ( الْعاكِفِينَ ) أو المعتكفين من أقاموا في المسجد ولازموه ، أو جاوروه للعبادة ، و ( الرُّكَّعِ السُّجُودِ ) هم المصلون ، جمع راكع وساجد .
( وإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً ) . هذا دعاء ورجاء من إبراهيم إلى اللَّه أن يجعل مكة المكرمة من الأمكنة الآمنة ، أي يأمن أهلها من الغزاة والجبابرة ، ومن الزلازل والعواصف ، ونحو ذلك . . وقال جماعة من المفسرين :
ان اللَّه قد استجاب دعاء إبراهيم ، حيث لم يقصد أحد مكة بسوء إلا قصم اللَّه ظهره ، ومن تعدى عليها لم يطل زمن تعديه .
( وارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ ) . لما بنى إبراهيم البيت في أرض مقفرة لا ماء فيها ولا كلأ دعا اللَّه سبحانه لهذه الأرض بالأمن والأمان ، وبأن تجبى إليها الأرزاق ، ولم يعين نوعها ، ولا أرضها ، إذ المهم وصول الرزق كيف كان ، ومن أين كان . . وقد استجاب اللَّه دعوة إبراهيم ،

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست