responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 145


ان الأوس والخزرج عشيرتان عربيتان تنتميان إلى أصل واحد ، لأن الأوس والخزرج أخوان ، وكان بين هاتين العشيرتين عداء وقتال قبل الإسلام ، وكانوا من أهل الشرك لا يعرفون جنة ولا نارا ولا قيامة ولا كتابا .
وأيضا كان اليهود ينقسمون إلى ثلاث عشائر : بني قينقاع ، وبني قريظة ، وبني النضير ، وكان بينهم عداء وقتال ، كما كان بين الأوس والخزرج رغم ان هؤلاء اليهود ينتمون إلى أصل واحد ، ودينهم واحد . . وكانوا جميعا ، أي العشائر الثلاث اليهودية والأوس والخزرج ، من سكان المدينة . . وكان فريق من اليهود ، وهم بنو قينقاع ، يتعاونون مع الأوس ضد بني النضير وقريظة مع انهم إخوانهم في الدين ، كما ان بني النضير وبني قريظة تعاونوا مع الخزرج ضد بني قينقاع . . فكان كل فريق من اليهود يتعاون مع كل فريق من العرب ضد بعضهم البعض ، وكان اليهودي إذا دارت رحى الحرب يقتل أخاه اليهودي ، ويخرجه من دياره إذا تمكن من ذلك . . ولكن إذا أسر العرب بعض اليهود فدى الأسرى اليهود الآخرون من العرب ، مع العلم بأن الذين دفعوا فدية اليهود الأسرى كانوا يحاربون هؤلاء الأسرى مع العرب . . وهذا عين التناقض . .
واختصارا ان اليهودي لا يرى مانعا أن يقتل يهوديا مثله ، بل ويتعاون مع العرب على قتله ، ولكن إذا أسر العرب يهوديا تحركت عاطفة اليهودي الآخر ، ودفع فدية للآسر ، وفك الأسير ، وهو من ألد أعدائه . . فاليهودي يحل قتل أخيه اليهودي ، وتشريده ، ولكنه يحرم أسره . . وكان اليهود يعتذرون عن هذا التهافت بأن التوراة أمرتهم بفداء أسرى اليهود إذا أسروا ، فرد اللَّه عليهم بأن التوراة أيضا أمرتهم بأن لا يقتل بعضكم بعضا ، ولا يخرجه من دياره ، فكيف عصيتم التوراة في القتل ، وأطعتموها بالفداء من الأسر ؟ .
وبهذا تجد تفسير قوله تعالى : « وإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ » . والذي كفروا به هو النهي عن القتل ، والتظاهر بالإثم والعدوان ، والإخراج من الديار ، والذي آمنوا به هو الفداء من الأسر . . وهذا عين اللعب والاستهزاء بالدين .
وتسأل : ان المحرم عليهم هو القتل والتظاهر والإخراج ، فلما ذا ذكر اللَّه سبحانه خصوص الإخراج في هذه الآية ؟ .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست