قوله تعالى ( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ) قال ( قرئ يدركه برفع الكاف على أنه خبر مبتدأ محذوف الخ ) قال أحمد : وتوجيه الرفع على إضمار المبتدا فيه عطف الاسمية على الفعلية والأولى خلافه ما وجد عنه سبيل . وأما الوجه الثاني من إجراء الوصل مجرى الوقف ففيه شذوذ بين على أن الأفصح في الوقف خلاف نقل الحركة ، وقد زاد شذوذا بإجراء الوصل مجرى الوقف ، فكيف وعندي وجه حسن خالص من الشذوذ مرتفع الذروة في الفصاحة وهو العطف على ما يقع موقع من مما يكون الفعل الأول معه مرفوعا كأنه قال : والذي يخرج من بيته مهاجرا ثم يدركه الموت ، وهو الذي ذكره الزمخشري عند قوله - أينما تكونوا يدرككم الموت - فيمن قرأ بالرفع وقال : ثم هو وجه نحوي سيبويه وإجراؤه ههنا أقرب وأصوب منه ثمة ، والله أعلم .
