نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 290
هذا التوهم ساقط ، فإن المراد بالامر هنا الامر التكويني وقضاء الله تعالى في خلقه ، ويدل على ذلك تعلق الاتيان به ، وقوله تعالى بعد ذلك : " إن الله على كل شئ قدير 2 : 109 " . وحاصل معنى الآية الامر بالعفو والصفح عن الكتابيين بودهم هذا ، حتى يفعل الله ما يشاء في خلقه من عز الاسلام ، وتقوية شوكته ، ودخول كثير من الكفار في الاسلام ، وإهلاك كثير من غيرهم ، وعذابهم في الآخرة ، وغير ذلك مما يأتي الله به من قضائه وقدره . 2 - " ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم 2 : 115 " . فقد نسب إلى جماعة منهم ابن عباس ، وأبو العالية ، والحسن ، وعطاء ، وعكرمة ، وقتادة ، والسدي ، وزيد بن أسلم أن الآية منسوخة [1] واختلف في ناسخها فذكر ابن عباس أنها منسوخة بقوله تعالى : " وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره 2 : 150 " . وذهب قتادة إلى أن الناسخ قوله تعالى : " فول وجهك شطر المسجد الحرام 2 : 150 " . كذلك ذكر القرطبي [2] ، وذكروا في وجه النسخ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجميع
[1] تفسير ابن كثير ج 1 ص 157 ، 158 . [2] تفسير القرطبي ج 2 ص 74 .
نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 290