نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 0 صفحه : 30
وكان ابن عباس أول من تكلم في القرآن من خلال اللغة ، فكان يفسر آي القرآن الكريم من خلال معرفته باللغة والشعر ، وكان يقول : « إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر ، فإن الشعر ديوان العرب » . « 1 » وأسئلة نافع بن الأزرق عن ابن عباس في غريب القرآن وأجوبة ابن عباس له من خلال شعر العرب معروفة يرويها السيوطي في ( الإتقان ) . « 2 » ومما ورد في هذه الأسئلة أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس عن قول الله عز وجل : لا تَأْخُذُه سِنَةٌ ولا نَوْمٌ « 3 » ما السنة ؟ قال ابن عباس : « النعاس » واستشهد بقول زهير : لا سنة في طوال الليل تأخذه ولا ينام ولا في أمره فند « 4 » لكن عبدالله بن عباس رغم ذلك لم يتجاوز هذا الحد من التفسير من خلال اللغة وشعر العرب ، وبقي الصحابة ومن بعدهم التابعون ومن بعدهم علماء القرآن إلى أواسط القرن الرابع الهجري يلتزمون بمنهج التفسير بالمأثور ، وقل من خرج على هذا النهج خلال هذه الفترة ، وبقي المنهج السائد في تفسير القرآن هو التفسير بالمأثور . وفي وقت متأخر ، في أواخر القرن الرابع الهجري يبدأ العلماء باستخدام الرأي في التفسير ، وتبرز تفاسير حافلة بالرأي ، ويستمر هذا الرأي في النضج والتكامل إلى الوقت الحاضر . ويذهب هؤلاء العلماء إلى أن الذي يشجبه الإسلام من التفسير بالرأي هو الرأي المذموم ، وهو القول في القرآن بغير علم ولا هدى ، وأما الكلام في القرآن بعلم ودليل وبرهان ، فليس من الرأي المذموم ، وإنما هو من الرأي الممدوح الذي لا ضير فيه . يقول ابن كثير في أول تفسيره بعد أن يذكر طائفة من الروايات عمن كان يتهيب ويتحرج من التفسير بالرأي : « فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم فيه ، فأما من تكلم بما يعلم ذلك من لغة وشرع فلا حرج عليه ، ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير ، ولا منافاة لأنهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عما جهلوه » . « 5 » وقال البيهقي في ( شعب الإيمان ) : « هذا إن صح فإنما أراد - والله أعلم - الرأي الذي يغلب من غير دليل قام عليه ، فمثل هذا الذي لا يجوز الحكم به في النوازل ، وكذلك لا يجوز تفسير القرآن به . وأما الرأي الذي يسنده
( 1 ) تفسير القرطبي 1 : 24 . ( 2 ) الإتقان 2 : 67 . ( 3 ) البقرة 2 : 255 . ( 4 ) تفسير القرطبي 1 : 25 . ( 5 ) تفسير ابن كثير 1 : 7 .
مقدمة 38
نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 0 صفحه : 30