نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 0 صفحه : 31
برهان فالحكم به في النوازل جائز » . « 1 » ومهما يكن من أمر فقد نشط التفسير بالرأي بالمعنى السليم للرأي في العالم الإسلامي منذ هذا التاريخ ، من دون إنكار تقريبا من قبل جمهور علماء المسلمين ، واتسعت حركة التفسير بالرأي ، وساهم في هذه الحركة كل المذاهب الفكرية الإسلامية تقريبا ، وأبرز هذه المذاهب : الإمامية ، والأشاعرة ، والمعتزلة . وقد ألف الشيخ الطوسي ، من أبرز فقهاء الإمامية ، ( تفسير التبيان ) بهذا الاتجاه ، وألف فخر الدين الرازي من الأشاعرة ( التفسير الكبير ) بهذا الاتجاه أيضا ، كما ألف جار الله الزمخشري من المعتزلة ( تفسير الكشاف ) في نفس الاتجاه . وأصبح التفسير بالرأي مقبولا من قبل الجميع ، ولكن الرأي الذي يسنده الدليل والبرهان القطعي ، أما الرأي الذي لا يسنده دليل وبرهان ، ويعتمد الظن فلا يغني عن الحق شيئا . على أن التفسير بالرأي يجب ألا يتجاوز حدود محكمات القرآن ، أما متشابه القرآن فلا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم ، ولا يصح أن يعتمد المفسر رأيه في تفسير متشابهات القرآن ، ولسنا الآن بصدد تفصيل وشرح هذه النقطة . 2 - التفسير بالمأثور : ذكرنا أن التفسير بالمأثور كمنهج علمي ومدرسة في تفسير القرآن ، في مقابل التفسير بالرأي ، لم يعد له وجود فعلي ومؤثر في الوقت الحاضر . فقد أصبح تفسير القرآن بالرأي هو المنهج السائد . ولكن يبقى « الحديث » هو المصدر الأول - بعد القرآن - في تفسير القرآن ، ولا يستغني المفسر عن « الحديث » في تفسير القرآن ، فلا رأي في مقابل « الحديث » ، ولا رأي في عرض الحديث ، وإنما يصح الرأي إذا كان لا يعارض الحديث ، ولا بد إذن أن يتأكد المفسر من الروايات الواردة في تفسير الآية ، قبل أن يمارس هو فيها الرأي والنظر والاجتهاد . ولذلك فإن الاهتمام بالروايات الواردة في تفسير القرآن يعتبر من مقومات الجهد العلمي في تفسير القرآن ، ومن هنا اهتم نفر من العلماء المتخصصين في القرآن بتجميع وتنظيم الروايات الواردة في تفسير القرآن لتيسير مهمة مفسري القرآن . فمن تفاسير أهل السنة في هذا الحقل : 1 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، لجلال الدين السيوطي . 2 - تفسير ابن كثير . 3 - تفسير البغوي . ومن تفاسير الشيعة : 1 - تفسير العياشي .
( 1 ) البرهان في علوم القرآن 2 : 179 .
مقدمة 39
نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 0 صفحه : 31