نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 0 صفحه : 15
وهُوَ اللَّه فِي السَّماواتِ وفِي الأَرْضِ ) * « 1 » فقال ( عليه السلام ) : « كذلك هو في كل مكان » . قلت : بذاته ؟ قال : « ويحك ! إن الأماكن أقدار ، فإذا قلت في مكان بذاته لزمك أن تقول في أقدار وغير ذلك ، ولكن هو بائن من خلقه ، محيط بما خلق علما وقدرة وسلطانا وملكا ، وليس علمه بما في الأرض بأقل مما في السماء ، لا يبعد منه شيء ، والأشياء له سواء علما وقدرة وسلطانا وملكا وإحاطة » . « 2 » 6 - وعنه ، بالإسناد إلى عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : قلت لعلي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله ، فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب « لا إله إلا الله » النظر إلى وجه الله ؟ فقال ( عليه السلام ) : « يا أبا الصلت ، من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه ( صلوات الله عليهم ) ، هم الذين بهم يتوجه إلى الله وإلى دينه ومعرفته ، وقال الله عز وجل : كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ ويَبْقى وَجْه رَبِّكَ ) * « 3 » وقال عز وجل : كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَه « 4 » فالنظر إلى أنبياء الله ورسله وحججه ( عليهم السلام ) في درجاتهم ثواب عظيم يوم القيامة ، وقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : من أبغض أهل بيتي وعترتي ، لم يرني ولم أره يوم القيامة . وقال ( عليه السلام ) : إن فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني . يا أبا الصلت ، إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ، ولا تدركه الأبصار والأوهام « « 5 » 7 - وعن إسحاق بن عمار ، عمن سمعه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنه قال في قول الله عز وجل : وقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّه مَغْلُولَةٌ ) * « 6 » : « لم يعنوا أنه هكذا ، ولكنهم قالوا : قد فرغ من الأمر ، فلا يزيد ولا ينقص ، فقال الله جل جلاله تكذيبا لقولهم : غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ولُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداه مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ « 7 » ألم تسمع الله عز وجل يقول : يَمْحُوا اللَّه ما يَشاءُ ويُثْبِتُ وعِنْدَه أُمُّ الْكِتابِ » . « 8 » ثانيا - تنزيه الأنبياء عن المعاصي : الرأي في مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) هو عصمة الأنبياء ( عليهم السلام ) جميعا من المعاصي الكبيرة والصغيرة قبل النبوة وبعدها ، ومن السهو والخطأ في التبليغ ، بينما جوز أصحاب الأحاديث والحشوية على الأنبياء الكبائر قبل النبوة ، ومنهم من جوزها في حال النبوة سوى الكذب فيما يتعلق بأداء الشريعة . « 9 »