responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : السيد هاشم البحراني    جلد : 0  صفحه : 13


و ( مدينة العلم ) « 1 » وغير ذلك من النصوص المتفق عليها عند المسلمين .
ولأهل البيت ( عليهم السلام ) منهج متميز في التفسير وفهم القرآن ، يفهمه من مارس كلماتهم وأحاديثهم في تفسير القرآن . والحديث عن منهج أهل البيت ( عليهم السلام ) في التفسير يطول ، ولسنا نريد نحن في هذه المقدمة أن نستعرض هذا الحديث بتفصيله ، وإنما نريد أن نشير فقط إلى جملة من العناوين والخطوط الرئيسية في طريقة أهل البيت ( عليهم السلام ) ومنهجهم في تفسير القرآن .
أولا - تنزيه الله تعالى عن التجسيم : يختلف الرأي في الذات الإلهية تبارك وتعالى بين طائفتين من المسلمين في اتجاهين متعاكسين : التشبيه ، والتعطيل .
يذهب المشبهة إلى أن الذات الإلهية تشبه الإنسان ، وله ما للإنسان من لحم ودم وعظم وشعر ورأس وعين ، وينتقل من مكان إلى مكان ، وهؤلاء هم المجسمة وهم طائفة واسعة وكبيرة من المسلمين .
ويذهب المعطلة إلى استحالة معرفة الله تعالى على العقول ، وإلى تعطيل العقول عن المعرفة ، إلا بقدر ما يظهر من النصوص . سئل مالك عن قوله سبحانه : ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ « 2 » قال : الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة . « 3 » وهؤلاء وأولئك يفسرون آيات القرآن التي تخص الذات الإلهية وما يصفه القرآن به من الاستواء على العرش ومن إضافة اليد إليه تعالى وغير ذلك ، باتجاهين مختلفين ومتعاكسين .
والاتجاه المقابل لهذين الاتجاهين ، هو الاتجاه الذي دعا إليه أهل البيت ( عليهم السلام ) في نفي التشبيه والتجسيم والتعطيل جميعا وتفسير آيات القرآن المباركة المتعلقة بهذا الموضوع على هذا النهج ، وفيما يلي نستعرض بعض الروايات الواردة في هذا الاتجاه :
1 - عن الشيخ الصدوق ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار ( رحمه الله ) ، عن أبيه ، عن سهل بن زياد ، قال : كتبت إلى أبي محمد ( عليه السلام ) سنة خمس وخمسين ومائتين : قد اختلف - يا سيدي - أصحابنا في التوحيد ، منهم من يقول : هو جسم ، ومنهم من يقول : هو صورة ، فإن رأيت - يا سيدي - أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه فعلت متطولا .
فوقع ( عليه السلام ) بخطه : « سألت عن التوحيد ، وهذا عنكم معزول ، الله تعالى واحد ، أحد ، صمد ، لم يلد ، ولم


( 1 ) وذلك قوله ( صلى اللَّه عليه وآله ) : « أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها » أنظر : أمالي الصدوق : 282 ، عيون أخبار الرّضا 2 : 66 / 298 ، أمالي الطوسي 2 : 190 ، مستدرك الحاكم 3 : 126 و 127 ، الاستيعاب 3 : 38 ، تاريخ بغداد 2 : 377 و 4 : 348 و 7 : 173 و 11 : 48 و 204 ، مناقب ابن المغازلي : 80 - 85 / 120 - 126 ، شواهد التنزيل 1 : 334 / 459 ، الفردوس 1 : 44 / 106 ، مناقب الخوارزمي : 40 ، أسد الغاية 4 : 22 ، البداية والنهاية 7 : 358 ، مجمع الزوائد 9 : 114 ، تهذيب التّهذيب 9 : 114 ، الجامع الصغير 1 : 415 / 2705 . ( 2 ) الأعراف 7 : 54 . ( 3 ) الملل والنحل 1 : 93 .

مقدمة 21

نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : السيد هاشم البحراني    جلد : 0  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست