نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 0 صفحه : 12
فكتبته منذ دعا لي ما دعا ، وما ترك شيئا علمه الله تعالى من حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي كان أو يكون من طاعة أو معصية إلا علمنيه وحفظته فلم أنس منه حرفا واحدا ، ثم وضع يده على صدري ودعا الله أن يملأ قلبي علما وفهما وحكمة ونورا ، فلم أنس شيئا ولم يفتني شيء لم أكتبه . فقلت : يا رسول الله ، أو تخوفت النسيان فيما بعد ؟ فقال : لست أتخوف عليك نسيانا ولا جهلا ، وقد أخبرني ربي أنه قد استجاب فيك وفي شركائك الذين يكونون من بعدك . فقلت : يا رسول الله ، ومن شركائي من بعدي ؟ فقال : الذين قرنهم الله بنفسه وبي ، فقال ، الأوصياء مني إلى أن يردوا علي الحوض كلهم هاد مهتد ، لا يضرهم من خذلهم ، هم مع القرآن والقرآن معهم » . « 1 » وعن جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) : « كان علي ( عليه السلام ) صاحب حلال وحرام وعلم بالقرآن ، ونحن على منهاجه . » « 2 » ولذلك فإن أهل البيت ( عليهم السلام ) هم من المصادر الأساسية لتفسير وفهم كتاب الله ، ومن دون أن نأخذ من علمهم الذي هو علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا نستطيع أن نفهم القرآن حق الفهم ، كما أنزله الله تعالى . يقول الشهرستاني صاحب الملل والنحل : فالقرآن هدى للناس عامة ، وهدى ورحمة لقوم يؤمنون خاصة ، وهدى وذكر للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ولقومه أخص من الأول والثاني : وإِنَّه لَذِكْرٌ لَكَ ولِقَوْمِكَ . « 3 » ولقد كان الصحابة متفقين على أن علم القرآن مخصوص بأهل البيت ( عليهم السلام ) ، إذ كانوا يسألون علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) : هل خصصتم أهل البيت دوننا بشيء سوى القرآن ؟ فكان يقول : « لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا بما في قراب سيفي » فاستثناء القرآن بالتخصيص دليل على إجماعهم بأن القرآن وعلمه وتنزيله وتأويله مخصوص بهم . « 4 » أما لماذا خص الله تعالى أهل البيت ( عليهم السلام ) بهذا العلم وبهذه السعة والشمول دون سائر الناس ؟ فهو شأن من شأن الله تعالى ، ويكفينا في ذلك النصوص الصحيحة والصريحة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، مما أطبق المسلمون على صحتها نحو حديث ( الثقلين ) و ( السفينة ) « 5 »
( 1 ) تفسير العياشي 1 : 14 / 2 . ( 2 ) تفسير العياشي 1 : 15 / 5 . ( 3 ) الزّخرف 43 : 44 . ( 4 ) تفسير مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار للشهرستاني بنقل مجموعة باقر العلوم الثقافية ( رسائل المؤتمر الرابع للقرآن في قم سنة 1412 ه ) . ( 5 ) وذلك قوله ( صلى اللَّه عليه وآله ) : « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلَّف عنها غرق » . أنظر : عيون أخبار الرّضا 2 : 27 / 10 ، كمال الدين وتمام النعمة 238 / 59 ، حلية الأولياء 4 : 306 ، مستدرك الحاكم 2 : 343 و 3 : 150 ، أمالي الطوسي 1 : 59 و 359 و 2 : 74 و 96 و 126 و 246 و 343 ، تاريخ بغداد 12 : 91 ، تفسير ابن كثير 4 : 123 ، مجمع الزوائد 9 : 168 ، الصواعق المحرقة : 152 ، الجامع الصغير 2 : 533 / 8162 .
مقدمة 20
نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 0 صفحه : 12