نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 156
( والليل إذا يسر ) : أما الليل فمعلوم ، وأما قوله يسر ، فهو من سرى يسري فحذف الياء لأجل توحيد فواصل الآيات ، ويستعمل الفعل في السير في الليل ، كما في قوله سبحانه : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) ( 1 ) ، فالليل ظرف والساري غيره ، ولكن الآية نسبت الفعل إلى نفس الليل فكأن الليل موجود حقيقي له سير نحو الامام فهو يسير إلى جانب النور ، فالله سبحانه حلف بالظلام المتحرك الذي سينجلي إلى نور النهار . مضافا إلى ما في الليل من عظائم البركات التي لا تقوم الحياة إلا بها . هذا ما يرجع إلى مجموع الآية ونعود إلى الآيات بشكل آخر ، فنقول : اما الفجر فقد حلف به سبحانه بصورة أخرى أيضا ، وقال : ( والصبح إذا أسفر ) ( 2 ) وقال تبارك وتعالى : ( والصبح إذا تنفس ( 3 ) ، والمراد من الجميع واحد ، فإن إسفار الصبح في الآية الأولى هو طلوع الفجر الصادق ، فكأن الصبح كان مستورا بظلام الليل ، فهو رفع الستار وأظهر وجهه ، ولذلك استخدم كلمة أسفر يقال : أسفرت المرأة : إذا رفع حجابها . ويعود سبب تعاقب الليل والنهار إلى دوران الأرض حول الشمس ، فبسبب كرويتها لا تضيئ الشمس سائر جهاتها في آن واحد بل تضيئ نصفها فقط ويبقى النصف الآخر مظلما حتى يحاذي الشمس بدوران الأرض فيأخذ حظه من الاستنارة ، وتتم الأرض هذه الدورة في أربعة وعشرين ساعة . كما أن المراد من الآية الثانية أعني : ( والصبح إذا تنفس ) هو انتشار نوره ،