نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 157
فعبر عنه بالتنفس ، فكأنه موجود حي يبث ما في نفسه إلى الخارج ، أما عظمة الفجر فواضحة ، لان الحياة رهن النور ، وطلوع الفجر يثير بارقة الامل في القلوب حيث تقوم كافة الكائنات الحية إلى العمل وطلب الرزق . وأما الليالي العشر فهي عبارة عن الليالي التي تنزل فيها بركاته سبحانه إلى العباد ، سواء فسرت بالليالي العشر الأولى من ذي الحجة أو الليالي العشر من آخر شهر رمضان . فالليل من نعمه سبحانه حيث جعله سكنا ولباسا للانسان وقال : ( وجعلنا الليل لباسا ) ( 1 ) كما جعله سكنا للكائنات الحية حيث ينفضون عن أنفسهم التعب والوصب ، قال سبحانه : ( فالق الاصباح وجعل الليل سكنا ) . ( 2 ) وأما الشفع والوتر ، فقد جاء مبهما وليس في القرآن ما يفسر به فينطبق على كل شفع ووتر ، وبمعنى آخر يمكن أن يراد منه صحيفة الوجود من وتره كالله سبحانه وشفعه كسائر الموجودات . وأما قوله : ( والليل إذا يسر ) أقسم بالليل إذا يمضي ظلامه ، فلو دام الليل دون أن ينجلي لزالت الحياة ، يقول سبحانه : ( قل أرأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون ) . ( 3 ) فتبين مما سبق منزلة المقسم به في هذه الآيات وانها تتمتع بالكرامة والعظمة . وأما المقسم عليه فيحتمل وجهين : أحدهما : انه عبارة عن قوله سبحانه : ( إن ربك لبالمرصاد ) . ( 4 )