نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 152
والمراد من حافظ هم الموكلون على كتابة أعمال الانسان حسنها وسيئها ، يحاسب عليها يوم القيامة ويجزى بها فالحافظ هو الملك والمحفوظ هو العمل ، قال تعالى : ( وإن عليكم لحافظين * كراما كاتبين * يعلمون ما تفعلون ) ( 1 ) ويحتمل أن يراد من حافظ هو القوة الحافظة للانسان من الموت وفساد البدن ولعله إليه يرشد قوله سبحانه : ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة ) . ( 2 ) والقوى الظاهرية والمادية والمعنوية التي هي من جنود ربنا والتي وكلت لحفظ الانسان من الشر إلى أن ينقضي عمره ، هم الحفظة ، ولكن المعنى الأول هو الأنسب . بقي هنا أمران : الأول : ان المراد من النجم الثاقب هو كوكب زحل ، فإنه من أبعد النجوم في مجموعتنا الشمسية التي يمكن رويتها بالعين المجردة وقيل لزحل عشرة أقمار يمكن روية ثمانية منها بالناظور العادي . ولا يمكن روية الآخرين إلا بالنواظير الكبيرة ، والظاهر أن المراد مطلق النجم الذي يثقب ضوءه وإن كان زحل من أظهر مصاديقه . وأما المقسم عليه فهو قوله : ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) . وأما الصلة بينهما بالنحو التالي : هو ان السماء العالية والنجوم التي تتحرك في مدارات منظمة دليل النظم والحساب الدقيق ، فليعلم الانسان بأن أعماله أيضا تخضع للحساب الدقيق ، فان
1 - الانفطار : 10 - 12 . 2 - الانعام : 61 .
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 152