نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 153
هناك من يحفظ أعماله ويسجلها إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر ، وانها لمسؤولية عظيمة يحملها الانسان ، إذ ما من أحد إلا وهو مراقب ، تكتب عليه كل أعماله من المهد إلى اللحد ، فليس من شئ يضيع في هذه الدنيا أبدا . هذا إذا قلنا بأن المراد من حافظ هو حافظ الأعمال ، وأما إذا فسرت من يحفظ الانسان من الحوادث والمهالك ، فالصلة بالنحو التالي : وهو ان للنفوس رقيبا يحفظها ويدبر شؤونها في جميع أطوار وجودها حتى ينتهي أجلها ، كما أن للسماء مدبرا لشؤونها بما تحتويه من أنظمة رائعة ومعقدة ، فالفضاء الكوني فسيح جدا تتحرك فيه كواكب لا حصر لها ، بسرعة خارقة ، بعضها يواصل رحلته وحده ، ومنها أزواج تسير مثنى مثنى ، ومنها ما يتحرك في شكل مجموعات ، والكواكب على كثرتها يواصل كل واحد منها سفره على بعد عظيم يفصله عن الكواكب الأخرى . إن هذا الكون يتألف من مجموعات كثيرة من الكواكب والنجوم تسمى مجاميع النجوم ، وكلها تتحرك دائما وتدور في نظام رائع . ومع هذا الدوران تجري حركة أخرى وهي ان هذا الكون يتسع من كل جوانبه ، كالبالون المتخذ من المطاط ، وجميع النجوم تبتعد في كل ثانية بسرعة فائقة عن مكانها ، هذه الحركة المدهشة تحدث طبقا لنظام وقواعد محكمة بحيث لا يصطدم بعضها ببعض ولا يحدث اختلاف في سرعتها . ( 1 )
1 - الاسلام يتحدى : 58 .
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 153