responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 98


والأول أقوى لقوله : * ( فَمَا رَبِحَتْ تِجَرَتُهُمْ ) * فبيّن أنّ ذلك بمعنى الشراء والبيع الّذي يتعارفه الناس ، والربح - وإن أضافه إلى التجارة - فالمراد به التاجر لأنّهم يقولون : ربح بيعك وخسر بيعك ، وذلك يحسن في البيع والتجارة ، لأنّ الربح والخسران يكون فيهما ، ومتى التبس فلا يجوز إطلاقه ، لا يقال : ربح عبدك إذا أراد ربح في عبده ، لأنّ العبد نفسه قد يربح ويخسر ، فلما أوهم لم يطلق ذلك فيه .
وقيل : إنّ المراد ، فما ربحوا في تجارتهم ، كما يقال : خاب سعيك أي خبت في سعيك ، وإنّما قال ذلك لأنّ المنافقين بشرائهم الضلالة خسروا ولم يربحوا ، لأنّ الرابح من استبدل سلعة بما هو أرفع منها ، فأمّا إذا استبدلها لما هو أدون منها فإنّما يقال خسر ، فلما كان المنافق استبدل بالهدى الضلالة ، وبالرشاد الخيبة عاجلاً ، وفي الآخرة الثواب بالعقاب كان خاسراً غير رابح .
وإنّما قال : * ( وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ) * ، لأنّه يخسر التاجر ولا يربح ويكون على هدى ، فأراد الله تعالى أن ينفي عنهم الربح والهداية فقال : * ( فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ) * باستبدالهم الكفر بالايمان ، واشترائهم النفاق بالتصديق ، والاقرار بها .
فإن قيل : لم قال : فما ربحت تجارتهم في موضع ذهبت رؤوس أموالهم ؟
قيل : لأنّه قد ذكر الضلالة بالهدى ، فكأنّه قال : طلبوا الربح فما ربحوا ، لما هلكوا ، وفيه معنى ذهبت رؤوس أموالهم ، ويحتمل أن يكون ذلك على وجه التقابل ، وهو أنّ الذين اشتروا الضلالة بالهدى لم يربحوا ، كما أنّ الذين اشتروا الهدى بالضلالة ربحوا .
قوله تعالى : * ( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ ) * آية ( 17 ) .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست