responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 95


يطغى طغياناً ، إذا تجاوز حده ، ومنه قوله : * ( كَلاّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى ) * [1] أي يتجاوز حدّه ، والطاغية : الجبار العنيد ، وقال أمية بن أبي الصلت :
ودعا الله دعوة لات هنا * بعد طغيانه فظل مشيرا [2] يعني لا هنا ، ومعناه في الآية : في كفرهم يترددون ، والعمه : التحير ، يقال : عمه يعمه عمهاً فهو عمه ، وعامه : أي حائر عن الحقّ ، قال رؤبة :
ومهمهٍ أطرافه في مهمه * أعمى الهدى بالحائرين [3] العُمّه جمع عامه .
فإن قيل : كيف يخبر الله أنّه يمدّهم في طغيانهم يعمهون ، وأنتم تقولون : إنّما أبقاهم ليؤمنوا لا ليكفروا ، وأنّه أراد منهم الإيمان دون الكفر ؟
قيل معناه : إنّه يتركهم وما هم فيه لا يحول بينهم وبين ما يفعلونه ، ولا يفعل بهم من الألطاف التي يؤتيها المؤمنين ، فيكون ذلك عقوبة لهم واستصلاحاً ، ونظير ذلك قول القائل لأخيه ، إذا هجره أخوه متجنياً عليه ، إذا استعتبه فلم يراجعه : سأمدّ لك في الهجران مداً ، يريد سأتركك وما صرت إليه تركاً ينبهك على قبح فعلك ، لا أنّه يريد بذلك أن يهجره أخوه ، ولكن على وجه الغضب والاستصلاح والتنبيه .



[1] - العلق : 6 .
[2] - في الطبعة الإيرانية فصار بدل فضل ، والبيت في ديوان أمية : 34 مع اختلاف في الرواية ولات هنا كلمة تدور في كلامهم يريدون بها : ليس هذا حين ذلك وهنا مفتوحة الهاء مشددة النون مثل هنا مضمومة الهاء مخففة النون عن هامش الأصل .
[3] - في تفسير الطبري نقلاً عن ديوان رؤبة بالجاهلين وتفاوت في الشطر الآخر .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست