للخروج ، فإذا انتهوا إلى الباب ، ردتهم الملائكة حتى يرجعوا ، فهذا نوع من العقاب ، وكان الاستهزاء كما قال الله تعالى : * ( كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمً أُعِيدُوا فِيهَا ) * [1] .
وقوله : * ( يَمُدُّهُمْ ) * حكي عن ابن عباس وابن مسعود أنّهما قالا : معناه يملي لهم [2] بأن يطوّل أعمارهم ، وقال مجاهد : يزيدهم ، وقال بعض النحويين : يمدّ لهم كما يقولون نلعب الكعاب أي بالكعاب ، وحكي أنّ مدّ وأمدّ لغتان ، وقيل : مددت له وأمددت له يقال مد البحر فهو ماد ، وأمد الجرح فهو ممد ، قال الجرمي : ما كان من الشر فهو مددت وما كان من الخير فهو أمددت ، فعلى هذا ، إن أراد تركهم ، فهو من مددت وإذا أراد عطاءهم يقال أمدهم .
وقرئ في الشواذ : ويمدهم - بضم الياء - ، وقال بعض الكوفيين : كلّ زيادة حدثت في الشيء من نفسه ، فهو مددت - بغير ألف - كما يقولون مد النهر ومده نهر آخر ، فصار منه إذا اتصل به ، وكلّ زيادة حدثت في الشيء من غيره فهو أمددت - بألف - كما يقال : أمد الجرح لأنّ المدّة [3] من غير الجرح ، وأمددت الجيش [4] .
وأقوى الأقوال أن يكون المراد به نمدهم على وجه الاملاء والترك لهم في خيرهم ، كما قال : * ( إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً ) * [5] ، وكما قال : * ( وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) * يعني يتركهم فيه ، والطغيان : الفعلان من قولك طغى فلان